بقلم الشاعر علال الجعدوني/المغرب.
من الصعب جدا تحديد تعريف الثقافة تعريفا دقيقا ، فالثقافة هي كل ما يغدي الفكر والروح بمعلومات تنويرية حية في جميع المجالات التي يعيشها الإنسان سواء الأدبية أو العلمية أو التكنلوجيا ، ويمكن اعتبار الثقافة مجالا لا حدود له ولهذا تتعدد الثقافات تعدد الأفكار والرؤى والنظريات الفلسفية بجميع مشاربها وألوانها المتنوعة ، ولكل واحد منا ثقافته التي نشأ عليها أو تعود عليها بحيث يمكن القول أن الثقافة تتعدد تعدد الرؤى في الواقع المعاش ، والثقافة تختلف من واقع لآخر ومن وسط لآخر ومن مجتمع لآخر ومن ثقافة لثقافة ولهذا لا يمكن للإنسان امتلاك كل الثقافات بقدر ما يمكن المساهمة في واقعها قدر تكوينه وثقافته التي تثقف بها في حياته ….
وعندما يتم تأسيس جمعية ثقافية ما يعني يبقى لكل منخرط المساهمة في تنوير الرأي العام بما يفيد لتكتمل العملية الثقافية بين جميع الأعضاء والرواد المتعطشين للثقافة الحية التي تنير الطريق إلى الارتقاء للأفضل ، فبالثقافة يمكن خلق ناشئة صالحة لكل زمان ومكان ، ناشئة لها تصور قد تخدم الصالح العام وتتفانى في خدمة الغير والدفع به نحو قاطرة التنمية المستدامة بعيدة عن الأفكار الاستغلالية والهدامة والوصولية …
فالثقافة الهادفة لها أبعاد راقية دائما تكون ثقافة التآزر والبناء النفعي للإنسان والمجتمع بحيث تساهم في تطوير الناشئة و المجتمع دون التفكير في ضرب القيم والأخلاق الحميدة ، فهي ثقافة النبلاء والأخيار الذين يضحون من أجل الوطن ومن أجل المبادئ الإنسانية والدفع بالإنسان إلى ما هو أحسن ليتطور ويرتقي في حياته ويتأقلم مع طبيعة الواقع النبيل دون خلق انكسارات وتناقضات في وجه الغير ، بمعنى يوظف الثقافة توظيفا إيجابيا وليس سلبيا لغرض في نفس يعقوب …
والمنتديات الثقافية يجب أن تربي الناشئة تربية حسنة حقيقية وليس تربية مزيفة لضرب روح الثقافة الحية التي يتمناها كل مثقف تربى على الأخلاق الإنسانية …
فعلى المثقف أن يكون إنسانيا متواضعا يخدم الإنسان قبل ما يخدم مصالحه الشخصية وأن لا يكون انتهازي واستغلالي وأن لا يتمسك بكرسي الزعامة بل عليه أن يكون متساويا مع غيره كتساوي اسنان المشط من دون غرور وتعالي على الناشئة … عليه ان يكون معلما وموجها ومرشدا وخادما للإنسانية … لذلك يتم خلق جمعيات أو ملتقيات أو ندوات ثقافية لتنوير الرأي وزرع ثقافة الحب والإخاء والمودة والتآزر ولم الشمل بين جميع الناس دون الالتفاف لألوانهم أو أجناسهم أو إنتماءاتهم الدينية أو السياسية او اللغوية …
فعلى المثقف أن يتمسك بروح الثقافة وأن يكون في خدمة الثقافة بمفهومها الواسع دون حصرها في نطاقها الضيق التي تخدم فئة دون فئة أخرى ، وهذا هو تصورنا للثقافة وآمل أن نكون عند حسن ظن الجميع مستقبلا وأن نخدم الثقافة بما تحمله من معاني ودلالات واسعة دون التقيد بنظرة تسيء للثقافة .