• للإتصال بنا
  • من نحن
  • للنشر على الموقع
  • Impressum
  • Datenschutz
السبت, 28 يناير, 2023
بلا أسوار
  • الرئيسية
  • أخبار ثقافية
  • مقالات و آراء
  • شعر
  • سرديات
  • سمفونيات بريشة و قلم
  • ومضات و بشرى
  • فيديو
لا توجد نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار ثقافية
  • مقالات و آراء
  • شعر
  • سرديات
  • سمفونيات بريشة و قلم
  • ومضات و بشرى
  • فيديو
لا توجد نتيجة
عرض جميع النتائج
لا توجد نتيجة
عرض جميع النتائج
بلا أسوار

رنينٌ يحبسُ الأنفاس

2021-03-15
in سرديات
Reading Time: 1min read
75
0
طيف ابتسامة…!
68
مشاركات
76
مشاهدات
Share on FacebookShare on Twitter

الكاتب: محمد ايت علو

 

اصبع صغير يضغطُ بقوة على جرس البابِ …ويسْتَمرُّ الرَّنينُ بشكلٍ مُتَقطِّعٍ يحبِسُ الأنفاسَ…كأن الطفل يَقْفِزُ قفزاتٍ ليصلَ إلى جرسِ هاتفِ المنزلِ أعلى البابِ ثُمَّ يتَخَلَّى قليلا …
تَفاجأَ، اعتلاهُ الذُّهولُ، تجمعت في عينيه آثارُ الاندهاشِ الجامحةِ وتكوَّرَتْ على جبهتهِ حبَّاتُ العرقِ والمرايا تشَقَّقَتْ على وجهه، صوت الجرسِ يهُزُّ أحشاءَه، يمزِّقُ صدره، فهو لاينتظرُ أحداً، وليس ثمَّةَ وقتٌ…ومرَّةً أخرى الجرسُ يرِنُّ ويرن ..بتقطُّعٍ كاد أن يصيح لستُ هُنا..ثم قال بهمس: من سيأتي في هذه الساعة…كتَم غيظَهُ وقال لا أعرف من سيأتي…؟ نَطَّ سريعاً من على السريرِ، وصاغَ تقاسيم وَجْهٍ وأبدع لهُ ملامِحَ ليصلَ إلى قناعٍ آخرَ، وسار متسلِّلاً على أطرافِ أصابعِهِ نحو الباب..دقاتُ القلبِ تتلاحقُ، الباب يغدو الآن وحشاً يلتهِمُ..تلصَّصَ من خصاصِ البابِ، لَا أَحَد…!!
سبع دقائق..عشر دقائق..انتهى القلق..! ثم عاد أدراجَهُ، قادَتْهُ خُطاهُ المتثاقلةُ إلى غرفتهِ من جديدٍ، ماذا يربطه بهذه الغرفة سوى النوم العميق والوحدة القاتلة والوحشة التي لا تطاق…؟! تهاوى على جانب السرير المهْمَلِ والمحاطِ بفوضى عارمة..الملابس والأغطية والجرائد المتناثرة هنا وهناك، والتي لا يقرأها إلا من بابِ الفُضُولِ والتَّسليَةِ ..! يسترد بعض أنفاسه المتقطعة، تبعْثَرَ ليدفن ألمه، ثم غاب قليلا، تقلَّبَ في فراشه، ثم متمدِّداً بينما كان تفكيره يتسلل إلى نفسه ويغشاه من الداخل، وكأنه يريد من نفسه أن يشفى منه…كمن عاش وحيداً وسيموتُ وحيداً!! لا أَحَدَ من أولادهِ الثلاثة…تفاجؤه صورة أولاده حين كانوا صغاراً على الجدار المقابل للدولاب ذو المرايا قبالة السرير، عيناهُ تحدقان فيها، طفت فوق ركام أفكاره صورٌ عديدةٌ، زوجته المتوفاة ووجوه أطفاله وابنساماتهِم ووَداعَتهِم..وقد كانُوا طيِّبِين، تنهَّدَ عميقاً ثم أخذَ يحملِقُ في سَقْفِ الحُجْرَةِ، ينظرُ للاشيء، الصمتُ ولا شيء غير الصمت، تراه من سيكون..؟؟
ثم يصيرُ السَّقفُ شريطاً عميقاً سحيقاً لبحرٍ متلاطمِ الأمواجِ بين مد وجزر…لم يعهد نفسه من الَّذينَ ينتظرونَ، فهو على الدَّوامِ لم ينتظرْ أحداً، ولا من الَّذينَ يُرتِّبونَ لقاءً، ولا من الَّذينَ يقولون وداعا، فهو دوما رافعا شراعَهُ متأهِّباً ودوْماً على سفر، وهو دوما يطهر بالحبِّ ساعة اللقاءِ وساعةَ الوداعِ…يدرك بأنه مجرد عابر سبيل..كل شيء يعجبه، ولا شيء يعجِبُه، وهو إذا ما ولَّى أَدْبَرَ ولم ولن يعقِّب، مثل نفحة نسيم عليل، أو ومضة بَرْقٍ خاطفٍ في غُدُوِّهِ ورواحِه، يطيرُ ويذهبُ مع الريح…!!
وحين كان يغيب ككل مرة، لايترك غير كلماتٍ متعثِّرَةٍ مُبعثرةٍ ضائعةٍ وهاربةٍ من الوقتِ مثلَه تماما، لا أفهمُ منها غير آهاتٍ متناثرةٍ مُنكَسرةٍ…عن احتياج القلب إلى طفل صغيرٍ كي ينسى أنه يَعيش، وعن العقُوق ونُكْرانِ الجَميلِ في هذا الزَّمان المتعهر، حتى أولاده انسلُّوا من تحتِه في رمشةِ عين، الواحدُ تِلوَ الآخرِ، وهو الَّذي منَحَهُم كلَّ شيء جميلٍ بعد وفاةِ أمهم، ولم يكن أنانيا، كمن زرع الريحَ، وهاهو يحصد العاصفة، لقد ضحى وأخلص في تربيتهم ولم يتزوج، ثم هم يرحلون عنه الآن اتباعا، ذهب الولد البكر إلى كندا وتزوج هناك، ثم لحقه الآخران إلى بلاد الغربة، رحلُوا منذ سنوات خلت، واتَّسَعَ الشَّرخُ، تزوجا ومكثا هناك أيضا، وتركوه وحيداً يشيخ بهذا البيت على شفا جرف هار، يسافر داخله مرات عديدة، ويتأمَّلُ أصابعَ رِجليهِ الَّتي لم تبرحْ مَكانها منذُ نُعومةِ أظافرها، وكأنَّ الطريقَ لم تكنْ إلاَّ العناء والهباء والعبث طول هذه الرحلة، صوت الساعة على الحائطِ يؤرِّقُهُ، ويبعثُ في نفسه الضَّجَرَ والكآبة، جُدران بيتهِ باردة كالصَّقيع، أركانه تنهشُ صدرَهُ كمخالبِ العُقابِ، يحملقُ في سَقْفِ الحُجرةِ بكثيرٍ من العنادِ والمكابرَةِ، مُنتهى الخذلانِ أن يكسركَ مَنْ قَضَيْتَ عُمْركَ كلَّه في تفانيهِم ومن أجلهِم، محاولاً ترميمَهُم….
فجأة، يلتصقُ أصبع على الجرسِ، لكن الرَّنينَ هذه المرة يستمر دُون هَوادَة، تهلَّلَتْ أساريرُ وجهِهِ، خفَقَ قلْبُهُ، ينظرٌ ويبتَسِم…. 

ADVERTISEMENT
Share27Tweet17Share7

ليصلك جديد هذه الفئة مباشرة على جهازك، اشترك الآن!

إلغاء الإشتراك
المقالة السابقة

رواية بائع اللبن الجزء السادس

المقالة التالية

قصة قصيرة: المتسول والجارة

مقالات ذات صلة

فراشات لم تكتمل
سرديات

فراشات لم تكتمل

2021-03-29
361
قصيدة: حين يأخذني الزمان
سرديات

لغة الكيان الصامت

2021-03-29
39
في ركن منزوٍ ، حيث يغدو الانزواء فضيلة لا تُنال.
سرديات

في ركن منزوٍ ، حيث يغدو الانزواء فضيلة لا تُنال.

2021-03-29
99
قصة: لعنة المتزوجين
سرديات

قصة قصيرة: المتسول والجارة

2021-03-15
131
رواية بائع اللبن الجزء الأول
سرديات

رواية بائع اللبن الجزء السادس

2021-03-15
46
الفصل الخامس رواية أم.com “الموضة”
سرديات

عرائس القصب

2021-03-15
152
المقالة التالية
قصة: لعنة المتزوجين

قصة قصيرة: المتسول والجارة

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أوافق على البنود والشروط و سياسة الخصوصية .

  • 5k Fans
  • 121 Followers
  • 65.3k Followers
  • 178k Subscribers
  • الأكثر مشاهدة
  • التعاليق
  • الأحدث
المنحرف النرجسي

المنحرف النرجسي

2019-04-26
قصيدة: يا حبيبي لي رجا لو تلينا

قصيدة: وإن اعادوا لك المقاهي القديمة فمن يعيد لك الرفاق

2019-12-12
قصيدة: من أنت؟

قصيدة: من أنت؟

2019-09-16
قصة قصيرة: رحلة إلى البر

قصة قصيرة: رحلة إلى البر

2020-09-22
رواية: بالعنـف تتجـدد دمـاء الحـب/ الفصل الثالث

رواية: بالعنـف تتجـدد دمـاء الحـب/ الفصل الخامس

3
مواقع التواصل الاجتماعي: بين حقيقة الواقع ومتاهات الخيال

مواقع التواصل الاجتماعي: بين حقيقة الواقع ومتاهات الخيال

2
وشوم وطن الإغتراب

قصيدة: الخــــــــلاصُ آيـــــــــةُ البشـــــرِ

2
قصيدة: هذا حلمي ورهاني

قصيدة: في نهر الأنين

2
تأثير المكان  في رواية مشحوف العم ثيسجر للكاتب عمار الثويني

تأثير المكان في رواية مشحوف العم ثيسجر للكاتب عمار الثويني

2021-03-30
قصيدة: إلى امرأة تهتم بالمكان… و العنوان

قصيدة: إلى امرأة تهتم بالمكان… و العنوان

2021-03-29
ديوان شعري جديد للشاعر المغربي علال الجعدوني

ديوان شعري جديد للشاعر المغربي علال الجعدوني

2021-03-29
قصيدة: حمى النهار

قصيدة: ……احد

2021-03-29

أخبار حديثة

تأثير المكان  في رواية مشحوف العم ثيسجر للكاتب عمار الثويني

تأثير المكان في رواية مشحوف العم ثيسجر للكاتب عمار الثويني

2021-03-30
قصيدة: إلى امرأة تهتم بالمكان… و العنوان

قصيدة: إلى امرأة تهتم بالمكان… و العنوان

2021-03-29
بلا أسوار

© 2020 بلا أسوار - مجلة إلكترونية جميع الحقوق محفوظة.

  • للإتصال بنا
  • من نحن
  • للنشر على الموقع
  • Impressum
  • Datenschutz

تابعنا

لا توجد نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار ثقافية
  • مقالات و آراء
  • شعر
  • سرديات
  • سمفونيات بريشة و قلم
  • ومضات و بشرى
  • فيديو
  • من نحن
  • للإتصال بنا

© 2020 بلا أسوار - مجلة إلكترونية جميع الحقوق محفوظة.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Create New Account!

Fill the forms bellow to register

*By registering into our website, you agree to the Terms & Conditions and Privacy Policy.
All fields are required. Log In

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان أن نقدم لك أفضل تجربة على موقعنا. إذا استمر استخدام هذا الموقع ، فسنفترض أنك تقبل بذلك.. قم بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط.