بشرى عبدالمومني / مديرة مجلة بلا أسوار
في ليلة مظلمة سوداء تنعدم الرؤية فيها، امتدّ طرف من أطرافي وتطاول ضاربا جسدي. تألمت وتساءلت : من يكون !!؟؟ كانت يدي اليمنى، وليست اليسرى. بكيت وتساءلت : لم أبكي الآن؟ وأنا في حرقة الألم، امتدّت يدي اليسرى في صمت، لم أعرف إن كانت تهنّئ يمناي أم تعزّي جسدي. في سكينة وهدوء مسحت دمعتي، فخفت منها وذعرت والتزمت الصمت. لم أبح بما شعرت؟ وما القول في هذا !!؟؟ وكيف الخوف من يدي !!؟؟ ماذا تريدين أن أفعل يا أطراف جسدي؟ أأنام وأترك جسدي بينكم؟ لقد كنت أحبّكم وأرتاح معكم، واليوم صرت أخاف بينكم، فدموعي من أوجاع جسدي وعليكم. نمت بينكم في سكون الليل، واختفت سكينة القلب. لم يحل لي النوم، ولم يغمض لي جفن، فاشتكت سائر الأعضاء نتيجة الشكّ، وخيبة الظن. يا أطراف جسدي، هل الشكّ من طبع الإنسان، أم هي أداة الشيطان؟ ماذا تريدين أن أفعل يا أطراف جسدي؟ هل أقتلع يمناي وألقي بها للديدان؟ أم أسامح وأسلم خوفي للنسيان، كيف النسيان ويدي جزء من جسدي، وكيف العيش من دون يمناي؟ أتعلمين؛ سألقي بأطرافي وجسدي في الوديان…!!! يا أطراف جسدي، سيذكّرني بكم حبّ الزمن البعيد. لقد انطفأت شمعتكم من نفخ أفواهكم، وسالت دموعكم وتألّمتم من أياديكم. تاهت أطرافي وتاه جسدي، وتهت بينهم. لقدجعلوا من أنفسهم أعداء وهم لا يدرون.. حياتي خوف بينهم، والموت راحة منهم. سأذهب إلى حيث لم يذهبوا، لقد مات الأمل وانتهى، والغضب يحملني إلى ذلك المكان البعيد… وسط الزحام، وتحت قساوة الزمان، افتقدنا إخلاص الصديق، وصدق الحبيب … من أيدينا تفرَّقت شمائلنا، وانتهت بدايتنا على ما نحن عليه. وعلمنا ما كُنَّا لا نعلم بعدما تفاقم الألم وصرنا الآن عدماً.