الأستاذة: لطيفة الغراس / المغرب
في مدرسة النهضة تعلمت المواجهة على مسرح المدرسي، وأتذكر دوري في صيف أحد سنو ات الابتدائي ،
حيث مثلت دور زهرة البنفسج، من حوار شعري في نص بعنوان البستانية والأزهار. ولا أدري ليومنا هذا من صاحب هذه الأشعار،أتذكر السيدة حياة التي أشرفت على خياطة الموسلين الملون للأزهار..
في مدرسة النهضة، تعلمت التحفيز عن طريق تسلمنا للوحة الشرف البيضاء بعد الحصول على ثلاث شهات تسمى حسن أداء الواجب،تعلمت الحرص على تلميع حذائي،فقد كنا نخضع لمراقبة الحالة من حيث نظافة الملبس وتقليم الأظافر وتلميع الأحذية.رحم الله معلمنا محمد بن الصديق والوزاني ومولاي مصطفى وحميدو وعبد الهادي السنتيسي والحيحي وأحمد بلحسن.
بعد فترة قصيرة نقلوني للصف السادس وكان تتابع الأقسام يبدأ بالسابع،وكانت هذه عملية معتادة في المؤسسة.
ذات يوم أخبرنا معلمنا الحيحي أن بإمكاننا اأن نستعير قصصا من خزانة المدرسة ولنا الحق في التغير خلال 15 يوما فقط 20 فرنك( 4 ريال) بما يوازي 20 سنتيم الآن وكم فرحنا بهذه الهدية. قرأت حكاية بسبسة ودعبسة وأحسست أنها دون المستوى وهي تحكي عن قطتين. وعدت لأستعير من سلسلة المكتبة الخضراء،أطفال الغابة وسندريلا…الخ كانت هذه الحكايات في صفحات مزينة بالرسوم الجميلة التي تزيدنا تفسيرا وتوسع خيالنا.
لم تكن أمي متعلمة ولكن تعرف الحروف وتجيد الحساب الذهني،رحمها الله.
كانت تحرص على أننا قرأنا هذه الحكايات بدعوتنا إلى القراءة بصوت مرتفع وهي بقربنا تنصت بتمتع وإعجاب.
تعلمنا مبادئ اللغة الفرنسية مع المعلم حميدو وكان شخصا دمثا،وديعا،أحببناه وأحببنا تعلمنا معه.
نهلنا من خزانة المدرسة بنهم وانتقلنا من سلسلة المكتبة الخضراء إلى قصة بول وفرجيني وقد ترجمها المنفلوطي ونشرت تحت عنوان: الفضيلة. لم نتعرف عليها إلا بعد أن قرر معلمنا بن الصديق رحمه الله،أن يقرأ لنا منها فقرات كل ما سمح الوقت بذلك.
تلك بدايتنا مع المنفلوطي وقرأنا العبرات ومن أسلوبه في الكتابة كنا نقتبس في مواضيع الإنشاء جملنا لننمق أسلوبنا.
في محطة العبور من الابتدائي للإعدادي،كانت مشاعر الخوف مختلطة مع الشعور بالاعتزاز فقد كان بعض من دخل الوظيفة العمومية ممن وصلوا سن الرشد،لا يحتاج سوى هذه الشهادة للوظيفة مع الدولة!!
الشهادة وما أدراك ما الشهادة والحاصل عليها تقام له الحفلات وكانت بعض الأسر تلبس بناتها الأبيض أشبه بالعرائس.
جاء يوم الامتحان وجاءت لجنة من مدينة فاس لتسهر على الامتحان الكتابي،وبعدها الشفوي ويعاد الاختبار في كل المواد.
زغاريد وتهليل للناجحين ونحن نتزاحم لنقرأ أسماءنا على قصاصة الجريدة التي علقها على اللوح الأسود الأستاذ السحاقي وهو الذي عين مديرا،بعد هروب المدير الهربلي إثر مظاهرة داخل المؤسسة،وأُخبرنا أن المدير الفعلي والمؤسس هو مولاي مصطفى العلوي ولكن سجن من طرف الاستعمار. كان حائزا على شهادة العالمية من القرويين وكذلك مديرنا الجديد.وبعد إعلان الاستقلال وإطلاق سراحه،أشرف على انتقاء مدير للمدرسة من المنتمين لحزب الاستقلال والمتخرجين من القرويين.
بعد يوم واحد خضعنا لامتحان الدخول للإعدادي وكان له مصطلح الدخول للثانوي آنذاك.
كنا قد خضعنا للشحن المعرفي والسياسي الوطني في مرحلة مبكرة من طفولتنا وأتذكر كيف قادنا معلمنا في صفوف لحضور محاضرة للشهيد بنبركة في الغرفة التجارية والصناعية بقبة السوق،دخلنا القاعة في زهو كبير ولم نفقه كلمة واحدة من محاضرته وهو يتحدث عن الإحصاء…