الكاتبة والشاعرة أ.لطيفة الغراس
منمكناس اليوم وهي خالية من كرونا،لا زال الخوف يحيط بنا رغم الانفراج الذي عرفته عدة جهات. بدأ الفيروس غير واضح المعالم،وتسابق علماء العالم والمختصون في علم الأوبئة للبحث والتحليل لمعرفة خواصه،وبقيت الأسباب مجهولة وكذا المنشأ وتستمر الحياة، وهذا ذكرني بما عاناه سكان مكناس بالزيوت المسمومة،كنا نلعب خارج الدار وكلما رأينا شخصا ما يمشي في تمايل،نفر وكنا نعتقد أن الأمر يتعلق بفيروس قد يعدي! وبدأ البحث والتقصي واكتشف أن الأمر يتعلق بزيوت الطائرة المستعملة والتي لم تعد صالحة،ولكن أحد المجرمين عنّ له من أجل الربح السريع أن يخلطها مع ما كنا نسميها( الزيت الرومية)، وهكذا سمم الناس وأصابهم التسمم في الجهاز العصبي المتعلق بالرجلين!! وصرفوا تعويضا تافها لكل أصحاب( بوركاب) نسبة للركبتين ولا زال بعضهم يعاني إلى يومنا هذا! ولو حدث هذا في بلد آخر لحكم على المشتركين في الجريمة بالإعدام!
هذه أحداث مرت على هذه المدينة العريقة.
سمعت امرأة تتحدث عنها بجهل وعنجهية وكأنها تنقل ما يردده بعض الأوروبيين عن السلطان م. إسماعيل وحبس قارة واستعمال الأسرى في البناء! أعجب لكل من يعزل تاريخ بلد عن الفترة التاريخية الواحدة؟ وكنت قد أشرت إلى سجون بريطانيا ووسائل
التعذيب،عندما زرتها،وكتبت عن قلعة صلاح الدين أثناء زيارتي لمصر،وأكدت على أن الحقبة التاريخية توحد التعامل في العالم كله ،من حيث القسوة ودرجتها مع الأسرى ،ولكن بعض الناس يصدق عليهم المثل( ولا تقربوا الصلاة) طبعا بعد بتر بقية الآية. الإنسان القديم كانت قوته في عضلاته،وعندما زرت متحف السلاح بلندن ،تعجبت كيف لإنسان أن يلبس طنا من الحديد ويحمل رمحا ثقيلا وسيفا،طبعا ذاك المحارب ليس في نفس حجم ولا قوة المحارب في هذا الزمان،وقد أصبحت الحرب تعتمد على التكنولوجيا والبيولوجيا..!