أ. الكاتبة والشاعرة لطيفة الغراس/ مكناس
يطفو على السطح قاعدة الأمن وعلاقته بالمؤسسات التعليمية!
الطفل هو الطفل والتربية تشكله وفق قيم أسرية ومجتمعية،ديننا أمرنا بتربيته لزمن غير زماننا. ولكن داخل منظومة محكمة الحلقات،منها توفير الرزق،توفير العدالة الاجتماعية،توفير الأمن،توفير سبل العلم. عندما نربي لزمان آخر ليس معناه ضرب القيم في مقتل ولا للمبالغة في تيسيير كل الأمور،حتى يصبح تابعا بلا قدرة على تطوير نفسه،السؤال لماذا كنا نذهب للمدرسة دون لا نقل عمومي ولا مساعدة الأهل؟ لأن المجتمع المدني كان يساهم في الحفاظ على الأمن،لأن الأمن العام يتوفرحتى ولو لم يتواجد رجل الأمن في الشارع! لم تكن هناك عصابات تبيع المخدرات للتلاميذ !كان المعلم والأستاذ والجار يساهم في ترسيخ قواعد الأمن،لماذا انهار التعليم الابتدائي في القرى والمداشر والأماكن النائية؟ لماذا لا يجد المعلم في هذه الأماكن،سكنا لائقا،لماذا لا يتوفر له سبل العيش الكريم؟
لماذا انعدم احترام المؤسسة التعليمية وأطرها؟ كل هذه أسئلة لها علاقة وطيدة بتدهور الواقع التعليمي أولا،والواقع الأسري وكل ما له صلة بالطفل التلميذ.
كيف أصبح التعليم الخصوصي يسيطر،وبعض مؤسساته لا تبني الطفل وفق عالمنا الحالي المتقدم،ولماذا؟
إذن هي حلقة يشد بعضها بعضا.
عندمانتحدث عن الغش في الاختبارات،هي إشكالية تتعلق بالمنظومة ككل. يحكى أن امرإة كانت تخون زوجها،وكان عليها أن تحمي نفسها من خادمتها وسائقها،ولذلك تركت الحبل على الغارب لخادمتها وسائقها…
إن الحديث عن أي شيء في انهيار منظومة التعليم،ليس سببه حرية التعبير ولا مسايرة الزمان بفصل الأحداث عن بعضها،فإذا فصلنا الآية القرءانية عن مناسبة النزول،فقد لا نفهم السياق!
الطفل لا يعرف شيئا عن بلدته أولا من الناحية التاريخية ولا من حيث الواقع الجغرافي،ولم نكون لديه حس البحث والتنقيب،والبحث عن المعرفة بالمحيط، ذات يوم أرادت أم أن تصحب ابنتها لأسواق المدينة العتيقة،فرفضت وقالت: لا لن أذهب إليها وبها ( العرب الوسخون) وقالتها باللغة الفرنسية!!
عندما نجرد الطفل من قيم وطنية فإننا نغرس في نفسه روح التبعية واستهجان الجذور التاريخية الحضارية،ونقتل لديه احترام الآخر.
كيف لا يعرف التلميذ مثلا في مدينة مكناس من هم رموز المقاومة للاستعمار في هذه المدينة؟ كيف لا يزور معالم مدينته التاريخية ؟
الاعتزاز بالمدينة من أسس الاعتزاز بالوطن،وهذا يجرني للحديث عن مكناس وكانت معلمة للحضارة قديما وبعد الاستقلال.. ونلتقي إن شاء الله في حديث عن العاصمة الإسماعيلية.