بقلم: الدكتور العيد بوده / الجزائر
البروفيسور الجزائري بلقاسم حبة، عالم جزائري مبتكر من الدرجة الأولى، هو نموذج من الكفاءات الجزائرية التي أعطت الكثير للعلوم والتكنولوجيا في العالم. معروف في الوسائط العلمية بـ”العربي الأكثر اختراعا على مستوى العال”.
ولد سنة 1957م، بالمغير بولاية الوادي الجزائرية، وكان شغوفا بالعلم منذ صغره الذي لم يكن فيه شقيا كأترابه؛ إذ تمتع بهدوء وخُلُقٍ جم، شهد به من عايشوا فترة صباه، وهذا مما جلعه محبوبا لدى معلميه، بإبتدائية علي خليل التي انتقل منها إلى متوسطة الشهيد أحمد بوزقاق، أين تفجر نبوغه وبرز تفوقه على أقرانه، الذين كانوا يستفيدون من ساعات يتتلمذون فيها على يديه خارج وقت الدراسة لمراجعة مادة الحساب التي كان لا يفوقه فيها زميل.
التحق بثانوية الأمير عبد القادر بتقرت ولاية ورقلة، لمواصلة الطور الثانوي، ضمن التكوين الإقامي خلال الموسم 1973-1974م، ليتوج بشهادة البكالوريا سنة 1976م. والتحق بجامعة باب الزوار ،ويقول عن اختياره تخص الفيزياء؛ أنه عندما أراد اختيار رغبات التسجيل، وجد نفسه مخيرا بين مادتي الرياضيات والفيزياء، واحتار أيهما يريد، فأخذ قطعة نقدية حديدية من فئة واحد دينار وقام بتقليبيها في الهواء وقرر أن يختار التخصص المتعلق بالجهة التي تظهر ثلاث مرات في عملية القرعة الهوائية، فكانت النتيجة أن غلب ظهور الوجه المخصص للفيزياء، فاختارها.
كان ماهرا في ممارسة كرة القدم التي واصل ممارستها في الولايات المتحدة بعد هجرته، ثم اليابان ، حيث هاجر إلى الغرب الأمريكي، بعد ما قبلت السفارة الأمريكية بالجزائر سيرته الذاتية المعززة بمنجزات عالمية تدل على مستقبل واعد لبلقاسم، الذي حاز على شهادة الماستر في تخصصي الفيزياء التطبيقية، ثم هندسة المواد الصلبة. من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا. ثم توج بعد ذلك بشهادة الدكتوراه من ذات الجامعة في الطاقة الشمسية عام 1988م، ليسجل أول براءة اختراع له عام 1990م. و تصل اليوم اختراعاته إلى أزيد من 3000 اختراع، كما صنف في قائمة المائة مخترع الأكثر إنتاجاً في العالم.
عاد إلى الجزائر خلال التسعينات،واشتغل بالتدريس في جامعة محمد خيدر ببسكرة، ليهاجر مجددا إلى اليابان التي مكث بها ست سنوات كاملة موظفا بشركة NEC، عاد بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
عمل مع الشركات الكبيرة عالميا مثل Google، وNEC، وIBM، وTessera، إذ لديه حوالي 300 اختراع مسجلة لدى شركة tessera، ناهيك عن جهوده العلمية في شركة سيليكون بايب silicon pipe التي أذهلت عملاق الإلكترونيات سامسونق ، samsung فقام باشترائها، كما انبهر بانتاجه العلمي، العملاق الإلكتروني قوقل، فاتفق معه على الاستفادة من خدماته.
تم الاعتراف بالباحث كأحد كبار المخترعين في العالم بفضل ابتكاراته الكبيرة للمجتمع العالمي المتخصص في مجال التكنولوجيات المبتكرة. وكان الباحث الجزائري تحصل العام الماضي2019 على 500 براءة اختراع بالولايات المتحدة في مجال التكنولوجيات الذكية. وسلمته براءة الاختراع شركة “إكبري كوربورايشن” الكائن مقرها بكاليفورنيا والتي تسلم شهادات تكنولوجية وشهادات الملكية الفكرية. وقد ساهمت براءات اختراعاته في تطوير وظائف الرقائق الإلكترونية الموجهة لصناعة الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب، وأجهزة إلكترونية أخرى عالية الدقة. حيث تمحورت إحدى ابتكاراته حول تطوير أشباه مواصلات ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيات الإدماج للأجهزة المحمولة، والإعلام الآلي، والقاعدات البيانية.
صُنِّفَ لعدة سنوات ضمن قائمة المائة مخترع الأكثر إنتاجا في العالم، كما حاز على جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية. إضافة إلى حصوله على وسام عالم الجزائري، بجدارة واستحقاق سنة 2015م.
حصل على 1500 براءة اختراع. وقد توجهت السفارة الأميركية في الجزائر بتهنئة للباحث قائلة في منشور لها على صفحتها بفيسبوك “مبروك لابن ولاية الوادي المخترع الشهير بلقاسم حبة على تسجيل براءة اختراع رقم 1500”. كما أشارت السفارة إلى نيل الباحث عديد الجوائز، وأنه مُصنّف ضمن قائمة 100 أكثر مخترع إنتاجا على المستوى العالمي.
يبقى أستاذنا حالما بالعودة إلى وطنه، وتقديم مايساهم في تنميته، لأن الجزائر أولى به من غيرها، ومايزال البرفيسور حبة يحلم بتكوين مخبر علمي في الجزائر، يدعم من خلاله جهود الباحثين والمخترعين.