ذ. سعيد محتال
وسوس إليّ كورونا بكلام
اِنس الدنيا أيها الإنسان
طريقك باتت سرابا
عش زمن الحجْر خلف الحجَر
نهارك عاد ليلا
الصبح اكتسى رداء الهمّ
أيها الفيروس الدخيل
كيف لي أن أنسى عطر الزهور
هل يمكنك محو بهجة السرور
المرسومة بدم الخدود
حتى ولو أصبحتُ سجين النهار
فالليل صار مبصرا كبدر الزمان
هل تستطيع تعقب أصوات الأثير
ونسمات الفجر التي أيقظتْ مَمْفيس
كيف لك أن تسجن خيالها القادم
يطارد شبحك الغائر
ألا ترى أن الشارع بات جريحا
السكون عمّ المضاجع
أفسدتَ كل خطة رسمها إبليس
أرغمتَ وجهه في التراب
ألّفتَ بين قلوب المكاره
لن أستسلم مادام في الجسد روح
سأغرد على نغمات رياح اليوم المطير
سأزرع حبّات العطر من جديد
وأجنحةً تغرد فوق المآذن
أوزع النجوم على أوراق الخريف
تنير من جديد بعد المغيب
كيف للشمس أن تغيب
تنتظر قدوم الصبح الرحيب
يملأ نور القلوب التي تستغيث
لو طال الزمان يا كوفيد
فأهل الكهف ما ملّوا الرقود
فرحتهم أنستهم زمن التشرد والخمود
الفسيلة ما زالت لم تغرس بعد
لن أنسى أنك أيقظت فيّ الحب
زرعت بداخلي شوك العشق
إن رحلتَ لن أنساك أيها الأمل
كيف أنسى من طهر الأزقة والقلوب
لو تخلت الزهرة عن شوكها لن أنساك
أو هجرت الكلمات كل المعاني
سأظل أكتب ما يذكرك
مآسي احتضنتها الممرات
تسيل كأنهار تلوثت
كرهتْك حواسي
تضمرتْ من كثرة القعود
ومن كثرة ما سمعت عنك
تخفي نار أوجاع الأجساد
لكن عيني تفتش عنك خلف كل الدروب
شوقا لكشف وجهك المحجوب
طيفك كسرته زغاريد الأشعار
سيذكرك التاريخ
كم كنت للبشر خير معين
أنت من عليه التحسّر أكثر
لا أحد يرغب في مصافحتك
ولا حتى الاقتراب منك
هلاّ قررت السفر
طُف في وجه الأرض ما شئت
لن تجد أحنّ اليك من قلب البشر
دعني أراك قبل فوات الأوان
ربما قد أقع في هواك.
…
سعيد محتال
ADVERTISEMENT