بقلم أ. الشاعر والناقد لطفي عبد الواحد/تونس
سألتُ عن السحر أين يكون
إذا لم يكن في حدائق بابلْ
وعن جنّة إن أتيت إليها
غدت فتنة أذهلت كلّ عاقل
فجاء الجواب من الروح يسري
بطيب الأماسي ونفح الخمائل
أتسأل عن جنّة أنت فيها
ترى الحسن فيها مدى الدهر ماثل
وانت الذي في هواها نشأت
وفيها تعلّمت لطف الشمائل
ألا إنّها ياحبيب الجمال
عروس البلاد الجميلة نابل
سل البرّ فيها سل البحر عنها
وكلّ الأماكن حين تقابل
تجبْكَ بان ّالذي قد براها
حباها بمجد رفيع المنازل
واهدى إليها من العزّ صرحا
يخر ّله كلّ غرّ وجاهل
أجبتُ نعم إنّها من ذكرت
تحيّر في وصفها كلّ قائل
فنابل سحر الدهور تتالى
بها النفس تزهو وتحيا الجداول
يعانقها الليل حينا فتغفو
وتصحو مع الفجر حين يغازل
ونابل زهر الارنج تراه
على الغصن يرقص نشوان مائل
يعطّر أنسام كلّ الفصول
بطيب الشذى في سكون الاصائل
عروسا تلوح دلالا ولطفا
فتشدو لها صادحات البلابل
اذا ما تامّلت فيها سبتك
بما قد روت من بديع الفضائل
وأحيّت بفكرك ذكرى الجدود
وما خلّدته جهود الاوائل
وما أبدعت من بديع الفنون
نفوس الكبار وتلك الأنامل…
ونابل في تونس اليوم تبقى
عن العنف تنأى إذا هبّ جاهل
تؤسّس بالحبّ عهد السلام
وتعلو على كلّ باغ وسافل
وتهدي الى الخير شعبا عظيما
سما ذكره في جميع المحافل
يصون حماه ويرعى هواه
ويرسل للكون احلى الرسائل
رسائل حبّ وأمن تقول
بأنّا اعتززنا بعلم وعامل
وانّا لتونس نحن انتمينا
وفي تونس الفضل تختال نابل.
ADVERTISEMENT