ذ. لطفي عبد الواحد شاعر و ناقد تونسي
نعم يا صديقي لك الاختيار
فإما النضال وإما الفرار
فحرب المبادئ أقسى الحروب
فإما انحدار وإما انتصار
وفي زمن أنت فيه الغريب
يكون من الصعب هذا القرار
فبين الصعود وهذا النزول
تطول المسافات والانتظار
لك الاختيار ولكن إذا كنت
ممن على العدل دوما تغار
وتسمو بصدق على السافلين
إذا اغتصبوا الحق منا وساروا
تذكر بأن الصعود السريع
سيخلفه دون شك دمار
وأن الكفاءة شرط الثبات
وأن ارتقاء الوضيع انحدار
وأن لمثلك تسعى الجبال
صمودا وتخشاك هذي البحار
بصبرك والعزم تنشئ جيلا
يحقق ما لم ينله الكبار
فذا زمن قيل عنه رديء
تعملق فيه أناس صغار
يرومون نيل المناصب ليلا
فيجنونها حين يأتي النهار
ويمضون في غيهم ممعنين
تحيط بهم ذلة وانكسار
يرونك في الكون شهما غبيا
مآلك في العالمين انهيار
لأنك تؤمن بالحق فعلا
ويفتنك الجهد والانتشار
وتعشق هذا التواضع طبعا
إذا حدث المفترون وثاروا
وأنت عظيم كهذي البلاد
ومن كان دونك عشقا يغار
نعم يا صديقي لنا الاختيار
لنا القول والفعل والانتصار
فمبدؤنا في الحياة ثبات
وشيمتنا الصبر لا الاندثار
سنمضي بعزم إذا ما طمحنا
وإن طال ليل سيأتي النهار
لطفي عبد الواحد
من مجموعتي الشعرية بعنوان:
” هديتي إلى أجمل النساء”
ADVERTISEMENT