الشاعرة حنان محمد شبيب/لبنان
العطرُ فلسفةُ الحواسْ
وهو انهمارُ القطرِ
من بعد انحباسْ
العطرُ درسٌ للورى يمليهِ
أبناءُ الحقولْ… وردُ وريحانُ
وآسْ
العطر في قصص المرايا
الفاتناتْ
ينساب من بين الظلال
الناعساتْ
لحديثِهِ سحرٌ يدومُ
لأنه لحنُ الحياةْ
وأظلُّ أسمعُ ما يقولُ
وأستزيدُ منِ الحكايا
هاتِ هاتْ
وحديثُ غيماتٍ إذا يهمي المطرْ
وحفيف أغصان إذا يحلو السمرْ
وتغزل يرنو
لنجْماتٍ تطل على خفرْ
تزهو الأماكنُ
والسويعاتُ الجميلةْ
وتميلُ أعناقُ الزهَرْ
العطر يا للعطر
يلمسُ ثوبَنا
همس شفيف في نواحي روحنا
وبريقُ أعيننا وبهجةُ عمرنا
هو طلةُ الوديانِ من بعد الهطولْ
وهو انعتاقُ الحبِّ في كلِّ الفصولْ
وجنينُ قمحٍ يستبيحُ ترابَنا
وجنونُ نسماتٍ تساكنُ نبضَنا
وقبيل فجرٍ ساحرٍ يجتاحنا
يأتي الشذا متدثراً
وبكل أرياش العنادل والطيورْ
طاب المدى وبومضةٍ عم السرورْ
ما السر في عطر يرافق حلمنا عبر الدهور؟؟
عبر الدهور؟؟
بالأمس كنت أقلب الصفحات
فاحت في السطور…
أعطار تاريخ بهي لا يمور ولا يحور
وشممت عطراً للكرامة بين أحجار
المقابر..
وسمعت زبّاء الإباءِ
تقيأ السم اللعينَ
تعلم الآتين درسًا في المفاخرْ
ومشيت خلف العطر
يحدوني البريقْ
وذواكرُ الأنداء في
الزيتون والليمون
في جنب الطريق
في الأقحوانِ على جبين الشمسِ
في صبح أنيقْ
وهناك في صيدا البطولة
راح يغريني العبقْ
أنذلُّ للغازين؟ لا ولو متنا جميعاً
في الحريق!
يا شقوة الإنسان
إن يحللْ بذلٍّ لا يفيقْ
تبًّا لعيش فاقدٍ عطرَ الشروقْ
لا وجهَ فيه للغزالة يا رفيقْ
أحدٌ أحدْ
لا أمرَ إلا للأحدْ
ويضجُّ عطرٌ في البلدْ
وتطول رحلتُنا مع الأعطارِ
ذاكرة الأبدْ
سرُّ الكواكبِ
واعتكافُ الروحِ في قلبِ الجسدْ
ADVERTISEMENT