بقلم: عمر ح الدريسي / المغرب
من غرفتها
ذات النوافذ الشفافة
والأبواب الزجاجية
رأيتها في الدجى
نصف قلبي
تحمله بين الحروف
ومع الفجر
أراها من غرفتها
كفراشة استفاقت على نور الشروق
تنتصب..
في ضحى فصل الربيع..
كما ينتصب الورد على قمم الروابي
لتغرد تغاريد الحمام بين الحقول..
يُحاول النحل مُنتـشيًا
يتسابق نحو عطرهَا
كأن كل أطراف جسدها زُهُورًا
يحوم حول رأسها
يبحث عن ظِـلٍ
من أشعة الشمس
ومن نور مآقيها
بين رموشها والحور
وما يعلو صدرها
يتساءل،
كيف يهمس لها
كيف يقرأ ذهنها
يُحاول،
أن يقصص لها القصص القديمة
من قصص عشتار وأنخيدو
إلى تعاليم أفروديت وأشعارهيرودوت
أن يرسم لها عمق الأشياء
كما أرادت بلقيس
ويتـفـنن بنسج حكايات الألوان
من كليوباطرا إلى شهرزاد
ينشد أسطوانات القيل والقال
وينظم قصائد أول المساء
من روميو إلى جولييت
ويهدد ببدايات البياض
ولغة الصمت
وهدوء ضوء القمر
يهذي في الأحلام
كمجنون ليلى
يتخيل القُبل والدموع
تحت حرارة أشعة الشمس
في رُبى وَادِي عبقر
ويرقص كأنه ثمل بنبيذ الشوق
يريد حرفا عميقا من قدح العشق
كأنه من شهد العسل
يبصم به على الوجود
ويتذوق به روح الحياة
قطرة من الندى وقت الفجر
النسمة الأولى للرحيق
أول خطوة للكينونة
هذه رغبتنا
هذا ما فينا
عن الأصل فينا
عن الجميل فينا
دموع القلب
نصف القلب
كل القلب
ADVERTISEMENT