الشاعر أ. نصار الحاج / السودان
(1)
ستمرُّ من هنا أنثى الخيالات الساحرة
ستمشي بأجنحةٍ رشيقةٍ
وتعبرُ الأشجار العالية
سترى الكون واضحاً من هناك
سترى كلَّ شئ على يدِها
النجوم والأقمار والأحلام وابتسامات العشاق
وفي المساء
ستبني عشَّها بجانب القمر
وتبعث الضوء باهراً للحالمين برشفة النور .
(2)
ستمرُّ من هنا زائرة
لم تكن تدري أنها تعبرُ نحو هالةِ النور التي تغمرها
لكنها حين مادَتْ خُطَاها
أشعلَ الماءُ ثورتَها
وطارت في السماء
لا يكسرُ شهوتَها سوى ليل لا ينامْ.
(3)
وحشَةُ الليل
رصفت طريقاً سالكاً لمنحدرات الرغبة
التي على تخومها شجرٌ
أثمرتْ أغصانُه تفاحاً
بَلْ
تفاحةً واحدةً
شهية مثل نداءٍ لا يرى في العالم
سوى امرأة عشقتُها
وكانت على الضفة الأخرى من البحر
تسقي مزاميرَها لحن المسرَّات.
( 4 )
عند منتصفِ الليل
صعدنا ذُروة المشتهى
كانتِ المسافةُ صافيةً
والدروب الواسعة الممرات لوَّنتْ حوافَها بزهراتِ الخريف
وغرّدت على نواحيها طيور الجنَّة
وأسلاكُ الحكايات بلَّلت شرايينها بصوتين مارِدَين
كنَّا معاً
صعدنا بجانب القمر
وهي كانت
تبعث الضوء باهراً للحالمين برشفة النور .
(5)
الشرفةُ
التي شاركتنا فُتوح الأعالي
أضاءتْ
مثلَ كنزٍ دفنتهُ الحبيبات منذ عصر النساء الخالقات
ثم قالت
أن وردَ الحب أشرقَ من جديد
والمدى في آخر الليل
يغسلُ أحزانه على أمواج المطر
والفراشات على الأغصان تغنِّي
ونحن في آخر الأقمار
نصنعُ العالم الذي نشتهي.
(6)
عبرنا
إلى العالم الذي رَوْينَا سيرَتَهُ منذ ليلةِ الانعتاق
زرعنَا حدائقَ بلا أسوار
مُدُنَاً تتوردُ كل صباحٍ بتلويحاتِ العصافير
كتبنا أناشيدَ عالية المزاج
ومسحنا دساتيرَ
لا تمنح الحبَّ زهرةً للمارقين على وجعِ الحياة.
ADVERTISEMENT