قصيدة: الكلماتُ تتهيأ للحب .. الكلمات تتبرج للموت

بقلم: عبدالله السمطي

1-
الكلماتُ بلادٌ مهجورةْ
يسكنها المعنى في تيه الصورةْ
الكلماتُ حوافرُ للمطلق
في لطمة شمس
في شفة غياب يشهدهُ الحزنُ
وفي حشرجة الروح بناي الأسطورةْ
الكلماتُ حدائقُ لم تتبرعمْ بعد
وأيامٌ لم تأت الآن
وأنهارٌ تجري في لذة شطآن منثورةْ
الكلماتُ مرايا
حسناواتٌ يطلعن عرايا من فردوسٍ روحيٍّ
يغزلن بخيط الله القبلة في يقطين القبلة
والآهة في نمنمة الدمعة
والعشبة تحت رماد القلب، بأوجاع النار المكسورةْ

الكلماتُ .. الحشرجةُ الأولى للأقدار، الصرخةُ طالعةٌ من رحم المأساة
الكلماتُ أراضٍ تتعثرُ في دوران الحلم
الكلماتُ كمنجاتٌ من صمت أبدي
وإله ألقى في يوم ما
فوق جبال الروح طيورهْ

2-
من أين تحط الكلماتُ؟
ومن أين تغيبُ؟
الرعشةُ؟
حسّ الفضة إذ تتبرجُ في ضوء العتماتِ؟
الهزةُ؟
جنسُ العشب على الصخرة، دحرجة الأكوان على شرفة أنثى؟
وصفٌ قمريّ للرؤيا؟
حبرٌ يتمخّطُ
عسلٌ في أجل مسمى قرآنيّ
يكتبُ فوق شفاه العشاق سطورهْ؟؟؟؟
3-
الكلماتُ هي الكلماتُ
النقطة راقصةٌ تتوددُ للأحرفِ
والأحرفُ لا تتمطى في أبنوس اللحظة
إلا حين يراودها الليلُ
ويبسطُ للشعراء الثكلى
عند قدوم الحب/ الموت سريرهْ

4-
الكلماتُ
الجنة والنار معا
في طبق الأيام المذعورةْ

5-
الكلماتُ
رجالٌ جوفٌ
يحشوهم قشّ الدهشة
وبرابرة لا يصلون
صقالبةٌ عند حدود المجهول
دهاقنة، عسس، وعيون، وأباطرة،
ومراكبُ لا ترحلُ أو تأتي، وقراصنة،حشاشون، زنوج
فرسانٌ دون سيوف، أسرى دون حديد،
سجانون ولا سجن
وبلاغيون ولا لغة
الكلماتُ
قيان
وجوار ببلاط الشفة المحزونة
فوق يمام الصدر تنامُ الغيمة
بين عيون حور
يلهو طفل الوحي
ويوقظ في غفوة هذي الأهداب ضميرهْ

6-
الكلماتُ
اللغةُ الأولى للصمت
وأعناقُ الموت إذا شحذ اليأسُ رصاص اللحظة
في زنزانة حرياتي المسحورةْ

7-
في صمت كتاب يتنفسُ بين أصابع أنثى
في ريشة متنبي يولدُ في برعم قافية
في قفزة سنبلة تأكل غيمتها بحصاد رومانسي
في عثرة طفل في عتبة باب سري
في عينين ترقرقتا بالدمع العذري بتوقيت وداع
في قلب تنقره سماء تتجنحُ في ريش النبضة
في صحفٍ تتلو العالم في نقطة حبر
في شهقة كف نسيت بخطوط الحظ مذاهبها
في آخر وجه يتلفتُ خلف جهات قناع
في تاريخ حصى يرصد خطوات الصبح الهرمة
في أنفاس تتلكأ في رئة هواء النسيان
وفي ترحالي الأزلي إلى جسدي
أقرأ خلف بشارات الأيام جراحي
أقرأ .. .. أقرأ …. أقرأُ
يا كلماتي المنذورةْ
****