الشاعر احمد الخليلى
نحو الإدراك لما هو أغلى
ماذا عن كل كنوز الأرض
وماذا عن ذاك الشعر
الأجلى
يتدفق كالانهار العذبة
يتألق كالنجمات
يتوسدّ واجهة الإنسان
يتشكّل زرعاً يتجدد
وحصاداً للأزمان
ثرثارون الشعراء
يحبون حكايا هواجس أطفال فيهم
تعشق أنفسهم لعب الأعياد
وثوب ربيع الدنيا بعد شتاءِِ قارص
ليس كحب الناس هواهم ليس كدمع الناس
بكاهم
ورضاهم يكمن فى إرضاء الناس
ولا يعنى الناس رضاهم
ويطول بغير حروف للشعراء حديث
يشدون بتنغيم يشبع ذا مخمصة
كالقابع وسط حقول يانعة الثمر ودانية
لكن ما أغنى الشعراء هيامهمو
فى حل الحُلل لأودية العشق
المملوءة باللامعقول بجنات تزدان
بأنهار لا تروى ومراكب لا تجرى
وفراش لا يؤى وكواكب ليس لها
فلكٌ
وطعامٌ لا يغنى من عوز موصول
فى نهم محموم
عجباً لك يا أمر الشعراء تجعل من
فوضى أوقاتك
مؤتمراً تسرد فيه هموم العالم
وتبعث برقيات عزاء
صوب الأنات
لباكِِ مبكِِ كل حياة تكمن فيمن عُدَّ
من الأحياء
ماذا يُبكى الشعراء ألرؤية بنتِِ تحمل
فى مقطفها فجلاً ؟
تحمل فوق الجسد الناحل زُهداً
يُشبه لون القابع فى أذهان السوقة والدهماء
ماذا يُبكى الشعراء ألرؤية بنتِِ تخلو من
فرحتها الكبرى من أمل السُعداء ؟
وأخرى تُبكيهم تلك المحشورة فى
أحداق الرغبة والمحفورة فى كل بنان
والسفر المتواصل يبكيهم
والغربة بين الآل وبين قلوبِِ تتغيّر
أحوال أهوال أهوال
ويضيق الشاعر حُبّاً ويضيق الشاعر
بالعَبَرَات
تمتص قواه الطرقات
يكتشف الشاعر فى كل امرأةِِ
مرضعة أُمّاً ثكلى
يبكيه العطش الكامن فى نظرتها
الذاهب بالأكباد
يتمنى لو يُحصى أيام أُمومتها
الضائعة براحاً وحناناً ولُقا
آملةً أنَّ حصيلة ذلك عرفان
وتكبُر أفراخُك ياثكلى كى تسرق كل
البلح الناضج وأُمومة ذاك العَبَق الرحمانىّ
تُزجيه نعيماً منضوداً لفتاة
تسكب كل قوارير الأُم الثكلى
ماذا يُبكى الشعراء
ألرؤية شيخ يجلس قُرب شباب يتجاذب
أطراف شباب يتكوَّر فى صمت قاعِِ
لا يجد الأُلفة ينصاع لأمر حتمى
كَبَّله فى ماضِِ قد رشف البهجة من
فنجان شبابه
ماذا يبكى الشعراء هل يبكى الشعراء لعجائز
يقْطنَّ زرائب يلبسن جلوداً ( كالبفرة )
نَعَّمها هذا الزحفُ الأيَّامىّ
وأَسِرَّة عظمِِ يحتفل السوس بها ليلاً
ماذا يبكى الشعراء
ولماذا يبكى الشعراء هل يجد الشعراء بديلاً
فبكاءٌ حتماً أمر لا يُجدى
فليعتصم الشعراء بغير بكاء
وليبروا كل فتيل ينزف
عرق اللغة العصماء
تطَّاير كل السدَّادات تنطلق الأقلام
لتفقأ عين الناعم فى الشُرفات
لماذا يبكى الشعراء
لا يُنكرُ أنَّ بكاء الشعراء يعنون
أمكنة الرحمة والرأفة ويُحدّدُ
فى إتقان ما وِجهة ريح القادم
من عمق الأعماق
يؤرّخ لحظةَ ميَّزنا الرحمن
ليرصد مسعانا الميزان
وينبت فى مجرانا عشبٌ
يحجز ما يحمله الماء لنا
كى ما يحجبنا ولماذا
وسماء الغاية أحياناً عند الشعراء
يُلبدها غيمٌ ما يلبث أنْ ينساق
فتبدو فى صاف يرسمنا كتألق
حبَّات بحواصل طير
فى محراب الهامات الممشوقة
أحياناً يرسمنا فى وجه الغارق
فى الشهوات
يا كل العالم والشعراء
فلنكسر حَدَّ الوهم فلا أنساب تُباعدنا
هل ثمَّت شكٌ فى أبويّة آدم إذ كانت
أُمّاً للعالم حواء ؟
فلنعبُر حدّ الوهم
لنُرصّعَ تاج الحب
بلغة القرآن
ولنعمل فى عشق عُمَرِىّ
ولتشبع بالنار اللام الشمسيّة
وليصحبنا فى الجنَّة لامٌ
قَمَرِىّ
ADVERTISEMENT