بقلم الشاعر أ. الحسن الكامح / المغرب
أهذا الظلُّ ظلي
ارتمى على الجدار أمامي
أم أني أتوهم في مكاني
أنا المتشرِّدةُ الشاردهْ..؟؟
أنا التائهة المجنونة بالظلِّ
الذي ألاحقه كلما أشرقت شمسٌ
وصرت بين الجدرانِ ماردهْ
أهذا الظلُّ ظلّي..؟؟
يخرج مني كل صباح
كي يعانق كل جدار
أو رمل شطٍ
أو يمشي بعيدا عني أمامي
يراقص النوارس التي عليَّ شاهدهْ
أنا المرتديّةُ العراء
يرتديني الغمامُ الساكنُ القلبَ
أعواما والجبال الرائدهْ
لا ظلَّ يحميني
غير هذا الظل المرتمي أمامي
يسابقني حينا
وحينا يمكث في خلف جدران بلا نافذهْ
أهذا الظلُّ ظلي…؟؟
قالتْ، وهي تجر عمرها خلفها سنواتٍ
تلتقط الفتات وتجالس القطط الضالة الساهرهْ
لا موطنا لها… لا مرقدا لها
سوى بقايا أطلالٍ لبيت كانَ هناكَ
في الأعالي بين الطيور العابرهْ
أهذا الظلُّ ظلي، قالتْ…؟؟
وهي تلاعب ظلا خلف ظلها استقرْ
يحاول أن يأخذ منها
ما تبقى من جسد ذابلٍ
اعتنق الجنونَ عمرا وفيها احتضرْ
لكنها لازالت قائمةٌ تمشي بين الجدران
والدروب تلاعب الكلابَ الماكرهْ
أهذا الظلُّ ظلي…؟؟
أم أني أختفي فيه، لعلني أنسى
وجودي، وأرتمي في لذة النسيانِ
أجرُّ خلفي ما قوس ظهري، وطلقَ حلمي
أنْ أحيا كما تحيا الظلالُ في غيري
وأنا هنا ظل لا ظل له: سنوات فاترهْ
ADVERTISEMENT