ذ. الشاعرة نسيمة الهادي اللجمي / صفاقس / تونس
استقبلتني نسمة عليلة
لفحت وجهي بالقبلة النبيلة
نظرت للسّماء والقلب خفق لديّ
رأيت نجما واحدا يرنو إليّ
رحل خلاّنه ولم يرحل
لمَ يا نجم لم تفعل ؟
هل أنت يا نجم تعرف الخبر وتكتم ؟
أحلم أنا وأنت تحلم
أيا نجم أجب عن حيرتي وسؤالي
أين هو يا نجم ؟ ماذا هو الآن يفعل ؟
هل رأيته يا نجم ؟
هل أنت في سمائه مثلما أنت في سمائي تنعم ؟
هل هو يا نجم يسمع ندائي ؟
هل وصل إليه أنين وفائي ؟
هل تردّد صداه بين جنبيه ؟
هل أنت يا نجم ترى روحي لديه ؟
هل رأيت طيفي يحنو عليه ؟
هل تلمح مخبأه من قريب أو بعيد ؟
هل أنت تملأ عينيك من محيّاه السّعيد ؟
أخبرني يا نجم عنه كيف ينام
اقترب منه يا نجم علّه يردّد اسمي فأسعد في المنام
أغنّي في روحه أراقص الأحلام
إنّي يا نجم في البعد أراه
نائما يحضن الأشواق
على وجهه نامت البسمة والحزن في وفاق
أخبرني يا نجم ..هل بكى فراقي قبل أن ينام ؟
هل سبّح باسمي ؟
هل حدّثته عنيّ في منامه الأحلام ؟
أخبرني يا نجم عنه و خذ أخباري إليه
قل له إنّي أحبّه أشتاق إليه
عذّبني البعد حرقني شوقي إليه
قل له إنّي أنتظر والانتظار نار
قل له متى نكون في نفس الدّيارْ ؟
قل له متى نلتقي في غير الخيال ؟
أم أنّ الوصال يا نجم محال ؟
ما أروعك يا فجر وحبيبي بين أحضانك سحر جمال
أنفاسه ورد والشذى عشق حلال
والعصافير أتتني ضاحكة تهتف بهواه
ترقص حولي تغرد اسمه في حبور
ارحلي إليه يا طيور
انشدي له أدمعي والّلوعة بين أضلعي
غنّي له ِنظراتي .. همساتي ..أمنياتي… وخيال الّلمساتِ
قولي له إنّه روحي .. إنّه عبير الوردِ
قصص الشّوق .. قصائد الودِ
………………..
ولما بلغ الحلم الكمال
رحل الفجر صار خيال
جاءت الشّمس تتبختر تختالْ
تكتب اسم حبيبي بالحبر المحالْ
خجل شعاعها من هذا الجمال
أرسل نوره على وجه الغزال
فرأيت عمري يضحك ملء البكاء
حلما كان … صار هباء.
ADVERTISEMENT