د. حمام محمد زهير
قصيدة : مَلْحَمَةُ الدَمْعِ
دَمْعَتَانْ …
دَمْعَتَانْ .. بِوَزْنِ حَجَرٍ كَرِيمٍ
وَاحِدَةٌ سَقَطَتْ عَلَى جَسَدِهِ عَارِيَةً
ثُمَّ صَعَدَتْ لِلْحَرْبِ الكُبْرَى
فَأشْعَلَتْ النّارَ فِي كُلِّ الجِهَاتِِ
وَ وَاحِدَةٌ ضَمَّتْ الغَيْمَ وَ الأمْواجَ إليها …
سُبْحَان الدَمْعِ فَيْضُهُ …
يَتَجَوَلُ القَهْرُ فِي طَعْنَتِهِ
تَرِثُ الأُسْطُورَةُ قَدَاسَةَ اليَنابِيعِ
وَ عَظَمََة الشَأنْ …
د..م..ع..ت..ا..ن..
دَمْعَتَانْ .. هُمَا
دَمْعَةٌ تَرْقُصُ فَوْقَ الأنْقَاضِ
وَمَا زَالَتْ تَخْتَصِرُ مَسَافَةَِ الحُزْنِ
لِتَسَاقُطُ مُدِنِ الأمَانِ و الوَجدْ ..
وَ دَمْعةٌَ سَكنَتْ التَمَنِّي وَ الحُلمْ
فِي مَتَاهَاتِ الألَمِ وَ الأمَلِ …
و كُلُّ أشْوَاقِ الوَطَنْ
لِتَمْحُوَ البَرْقَ العَائِدَ بِيَّ
الطَاعَِنَ فِي الجِرَاحِ
دَمْعَتَانْ , تَتَصَارعَانْ الوجدْ …
الدَمْعَةُ الأُولَى : َكانَتْ زَفِيفَ حَرائِقِي
الرَاكِضَةُ إلى جَرْفٍ يُبَارِكُهُ البَلاءْ …
عَمَّا بَعِيدْ .. لِرفَاتِ مَتَاهَاتِ العَمَاءْ ..
الدَمْعَةُ الثَانِيَةُ : نَسِيَتْ طَعْمَ مَواسِمِ الغِنَاءْ
وَ راحت تبحثُ عن طيورِ الفرحِ في الغمامْ
عَلَّهَا .. عَلَّهَا تَجِدُ حَجَرَ السَمَاءْ
وَ بَقَايَا رُعَافٍ لأُغْنِيَاتِ الوَطَنْ …
دَمْعَتَانْ …يَااااااااه
دَمْعَةٌ سَقَطَتْ فِي بِدَايَةِ العَامِ الفَائِتِ
انْتَظَرَتْ طَوِيلاً عَلَى حَافَةِ اليَأسِ المكْسُورِ
وَ لَعْنَةٌ لَبِسَتْ مَشَاعِرَ الأجْيَالِ
“.تباريج الاطياف” لونها الفستقي ، ينحدر الى( مغنوية الاصالة) في شامية متأصلة، حين يستلب النغم ،اخر الالحان لايجد( الصدى ) الا هوى “متموسقا” يخرج خلسة من خوف او جهر” بالعذابية” (من غير تلوين،) يكون النغم مثل “الطيف والطيف” ، مهما كبر يبقى “طيفا” يململ من قاع “المشاعر مليون كلمة تؤزه ازا المغترب السالب “في ديجورالكلمة “غير المعلومة “التى تمر متهالكة الى غيرها ،من وطن تصرعه يوميا “كلمات النحيب والبكاء” وفقد الدموع.
يتسلل “كالجوى عابر لغيمات الرعب الحارقة” يشد مداها في “سرعة ناريه” يريد الاختفاء بين بلهنية الدفء، يبحث عن صدى، قال ذات يوم …احنا نيك من وطني…يشع صداها من ” قمرية الدم “دمه الشامي المكشوف صار بين الفينة والاخرى ،كمحل “للطيف البارق العابر للقارات “، مسكون حد الرسم الابدي لشرنفة.. متفتقة الوسم على التوت، لانه “اصل للكون والوداعة،” التى ستلطف الندى عابرا على خياشيمه البراقة باوراق اليخضور ، المطبق على الاجنحة فعلا عندئذ يستدعي ان “تصفر صفارات الانذارت “كحالها يوميا في (امتنا ) تبحث عن اليقضة الدفينة تحت (ارخميديات العيون الناعسة) التى لاتلهيها “فسيفساء النار” ولا مفرقعات “النوال” ، لان الجرح كان في وسطه طفل حالم ، كالابكار.
يخرج يوميا من “لغة الشامية”، يسجل للازمان حكايات تريد ان تصعق “الرجف” بلهفة تبحث عن وطن تدب فيه البراءة ،منذ كان شامخا فوق التلول.
ما اروع ما تكتبين ايتها الشاعرة (دلا وفاء)، كلمات من دوخل الفستق..وكمنجة عصب الزيزفون تغرد فوق تساطيح التوت المليئة ، باغنيات وطن لاينام ينتظر في كل يوم من اخر الايام صرخة احتلام ، تزرع الامل بين “يقطين” تسقيه عيون الندى وكلمات لاتنام…