بقلم ذ. صفية أكطاي الشرقاوي / الدار البيضاء
غفت بها العين لحظة، فرأت نفسها في الحمام، اِلتفتت يساراً بحثا عن حذاء مطاطي لم تجده وكانت قد وضعته بيدها في كيس بلاستيكي.
في البداية احست بدوار وفشل في الركبتين. تذكرت ناتالي ساروت في كتابها النقدي “فترة الشك”،تصف رجلا كثير الشك..يغار من صديق زوجته لا يعبر الكاتب تقول الناقدة ناتالي :”بكلمات مباشرة ولكن بصورة في جملة كالتالي :تقدم الحذاء المطاطي بخطى وئيدة نحو قاعة الجلوس “.الآية هنا معكوسة.
تأكدت من غياب النعل ولم تخامرها قصص الجدات…والبيت المسكون ..انهمرت دموعٌ..تجمّد الريق في فمها..وتذكرت دموع عمر بن الخطاب،
وضحكته حتى استلقائه على قفاه، ولما سألوه أخبرهم عن الفأس في يده يحفر القبر لوأد ابنته وهي تمسح التراب عن لحيته.
هنا سمعت الباب يُفتح فانتفضت من غفوتها ، انبتر الحلم المزعج لما توجه نحوها “ع ش” وبيده مجلات وكتاب جديد.
بعد ساعة تقول، او يوم أو شهر أو سنة:
عد ياحبيبي
تجدني سحابة طفت بين الدوالي
جمعن رحيق الفُلّوالعنبروالخزامى
اهديها لك على ورق الياسمين.
متى وكيف شئت
أهديك تفاحا نديا وقرنفلا
وفي تلافيفها رحيق فصولي
طافت سحاباتي
بعالم الحنين والجد
كفجرمبتهج تبدد ليلا بوداعة الوليد
تنثر أُنسا وبهجة
تخصب أمواجا عنيدة
بين إغفاءة الحلم وضحد الرحيل