بقلم الاستاذة فوزية التدري / الرباط
بغرفة صديقات أجمل العمر ببيت الدكتورة لطيفة حليم تجتمع ثلة من النساء المتألقات من أجل الاحتفاء بالكتاب والعلم والمعرفة وبمواضيع سوسيولوجية وتفاصيل أخرى قادمة من قلب التاريخ والحضارات .
لقاؤنا يوم السبت 20 أبريل كان حول تاريخ “المضمة ” أو الحزام في اللباس التقليدي المغربي .
في بداية اللقاء قامت الدكتورة لطيفة حليم باهداء الأستاذة جوهرة الوزاني المحتفى بها في هذا الجمع الجميل قصيدة زجلية جميلة من نظمها ثم مضمة ( حزام ) جميلة من صنعها كما فعلت الشيء ذاته مع بعض الصديقات كعرفان منها للمحبة والصداقة القوية اتجاههن . بعد ذلك ابتدأت تدخلات العديد من الأستاذات التي ركزت حول تاريخ الحزام بالمغرب بعد الحديث عن صديقتهن المحتفى بها . وللاشارة فان النقاش كان غنيا ومتنوعا خاصة وأن أغلب مناطق المغرب كانت ممثلة في شخص الحاضرات . فمثلا جاء في تدخل الأستاذة رشيدة افيلال الاشارة الى الوظائف المتعددة للحزام في شمال المغرب اذ هو وسيلة للزينة ومساعد قوي على العمل اذ يشد عضلات البطن ويحمي الجسم من لفحات البرد أثناء العمل داخل البيت أو خارجه .وكما جاء في تدخلها أن الحزام كان حاضرا بقوة في جهاز العروس وبأن هناك يوم احتفالي خاص بالحزام أثناء العرس وهو يوم (حزام العروس ) بعد مرور أسبوع على زواجها اذ يقوم بتحزيمها طفل صغير لم يبلغ بعد تيمنا بالذرية الصالحة وإعلانا عن بدء مشوار جديد في حياتها اذ س”تتحزم ” من أجل تحمل مسؤوليتها اتجاه بيتها وزوجها . أما في كلمة الأستاذة نفيسة الذهبي فقد ركزت على الارتباط اللغوي بين الحزم ( الحزام ) والعمل اذ لم يكن الحزام وسيلة تزيينية فقط بل كان عاملا مساعدا للرجال في( الماضي) وللنساء على تحمل أعباء الشغل كما اقدمت على الاشارة الى نوع الأحزمة التي انتشرت بآسفي قديما على اختلافها وخاصة النوع المصنوع من العقيق الذي كان يتناسب مع العقد الذي يزين أعناق النساء بالأفراح .
بعد ذلك تدخلت الأستاذة أمينة مغاري عن دور الحزام الذي يقسم الجسم الى قسم علوي وقسم سفلي في شد عضلاته ومده بالقوة على العمل وأكدت ان الحزام كان مشهورا عند العديد من الشعوب والفئات كالمتصوفة مثلا . ولم يفتها أن تتحدث عن دور الحزام كزينة بمنطقة الجنوب وعن دوره الاقتصادي اذ كانت النساء تشتري الأحزمة أو المضمات من الذهب الخالص للادخار وبيعها في الوقت المناسب .
وفي الختام جاء تدخل الأستاذة ايطو زاير التي تحدثت عن دور الحزام بالنسبة للمرأة الأمازيغية في الزينة والعمل وأشارت الى نوع منها كان معروفا باسم ابوقوص وعن استمرار وظيفته لدى العديد من النساء بمنطقة الأطلس المتوسط .
وتجدر الاشارة الى أن اللقاء كان فرصة للنبش في ذاكرتنا حول الحزام قديما فتم التذكير بالأمثلة الشعبية التي تتحدث عن أهميته اذ كان عنوانا لقدرة المرأة على العمل فبدون حزام لا تستطيع انجاز أشغال البيت وهنا نستحضر المثل القائل :” حلت حزامها وطاحو عظامها ” بالاضافة الى أمثلة عديدة جادت بها علينا ذاكرة الأستاذة سعاد بلعربي مشكورة .
فشكرا للأستاذة لطيفة حليم على كرمها المعرفي وشكرا لكل المشاركات المتألقات والى لقاء آخر نحتفي فيه بالمعرفة والكتاب .