بقلم الناقد والشاعر أ لطفي عبد الواحد/تونس
يوم 12 سبتمبر 2020 سيبقى يوما خالدا في سجل القطب الثقافي بالمدينة السياحية ياسمين الحمّامات. ففي هذا اليوم تم تنظيم احتفالية كبرى ولقاء ثقافيا لتكريم الشاعر التونسي الكبير الدكتور نور الدين صمّود أطال الله أنفاسه وأدام عمره احتفاء بمسيرته الإبداعية الفريدة في عالم الفن والشعر وتثمينا لجهوده وأعماله المتميزة في مجال التربية والبحث والاعلام.
احتفالية متميزة نظمها القطب الثقافي بإشراف الشاعرة فضة خليفة ونشطتها الشاعرة أمان الله الغربي وتم بث فقراتها عبر المنصة الإلكترونية لتصل إلى أكبر عدد ممكن من احباء الشاعر ومتابعيه داخل تونس وخارجها ولتمكّن من تحقيق التواصل معه حضرها الشاعر المحتفى به صحبة عدد من أفراد أسرته الكريمة وجمع كبير من المثقفين والمبدعين ومن ممثلي عدد من الجمعيات الثقافية رغم انطلاقها متأخرة بسبب تهاطل المطر بغزارة وتعطل السير الطبيعي لحركة النقل وقد كان لي بالمناسبة شرف المساهمة بتقديم مداخلة حول مسيرة الشاعر الذي بلغ هذه السنة الثامنة والثمانين من عمره ولم يُعرف عنه انه توقف يوما عن قول الشعر والكتابة والنشر ويعود ذلك إلى ما حباه به الله من مواهب وقدرات قلّما توفرت لشخص في مثل عمره وتخلّلت هذه الاحتفالية كلمات المشاركين من الأدباء وأصدقاء الشاعر من داخل الفضاء الجميل مقهى كوكب الشرق أمّ كلثوم ومن الخارج عبر الفضاء الافتراضي. وكعادته دائما تميزت تدخلات الشاعر الدكتور نور الدين صمّود بطابع الجد والهزل والثراء الذي شد انتباه المستمعين اليه وقدّم من خلالها بعض كتاباته الجديدة كان من بينها قصيدة طريفة كتبها مؤخرا وتمحورت حول كلمة كورونا التي تحوّلت اليوم إلى اسم وباء لعين حفظنا الله جميعا منه وأثر ذلك توليت بالمناسبة قراءة قصيدة من أجمل قصائده الغزلية القديمة تحت عنوان”أحبّك” كان قد نشرها ضمن مجموعته الشعرية الاولي “رحلة في العبير” الصادرة سنة 1969 عن الدار التونسية للنشر.
شكرا للقطب الثقافي بالمدينة المتوسّطية ياسمين الحمّامات على هذه المبادرة الجيدة بتكريم الشاعر الصديق والدكتور العزيز نور الدين صمّود وهو تكريم ينضاف إلى العديد من التكريمات التي خُصّ بها في مناسبات ومحافل سابقة وخالص التحية للشاعر المحتفى به على تفضله بقبول دعوة المنظمين والمثقفين وتحمل عبء التنقل وما انجر عنه من اتعاب له وأسرته الطيبة وتحية لجميع الحاضرين والمشاركين الذين تفاعلوا إيجابيا مع هذا الحدث الثقافي البهيج والمتميّز بمحتواه ونوعية الحضور..