الإعلامي والشاعر التونسي: محمد بن جماعة
ذات خرافة جافّة
انهمر المطر.. وابتلّ
الطّين.
نبت السّمك
رفرفت أذنابُه.. الأفواه
شكلت دائرة لا تستطيل
في المجرى المنحدر
إلى سلّم الأمنيات..
لذّت لنا هذه الطريق
بابتسامة شاهقة..
كنّا معا نشاهد
عري الأنامل.. كسوتها
من شعرك البندقي
قفّازين برائحة الإكليل..
نطق الجلد:
أنا لا أفسد سطر جمالك الكوفي
منذ ختمت دروس الخطّ..
أمدّ يديّ في الصباح
أعطّرهما بندى وردك ..
أُمِرُّهما على معطفي
أتدفّأ من كتفي إلى كتفيك
تشّقّق السّماء..
تصبّ علينا وجوها ضاحكة.
الذين يمرّون دون خطى سابقة
نحونا.. هم الذين يعبّدون المدى
هم من يباغت جسم أفكارنا
وانتظارنا المزدحم بالياسمين..
هل يفي هذا الشّبه بيننا
أم يخون اختلافنا بعضنا
أتراه – هذا الشبه – يقبض
بمشيئة ضغط عنيف
على مقدّس مرسومٍ بلا ظلّ..
وفي اللّحظة التالية
رأيت يديك تحمل من غبار يقظ
وفي شفة الخنصر ذاكرة أغنية..
اقتاتت من حليب ضفيرتك
ال.. أتعثّرُ بلا رغبة
في زينة المجاز.. ناهدا صار
صدرُ الوقت ولا عزلة
داخل حشد من الوحدة
عند كلّ المرايا!..
ADVERTISEMENT