بقلم الكاتب ناصر ابوحيمد “الفينيق”
رد على رفيقيه في حده:
“انوي البقاء في احضان حبيبتي ولن اغادر المكان”
رد رفيقه:
“ولكنك تعلم بأن الامر قد انتهى ولا امل لك في عودتها مرة اخرى فلماذا لا تغلق هذا الباب و تعود الى حياتك ؟”
رد المشدوه:
“وما هي حياتي دون حبيبتي؟ هي كل حياتي و قد أخطات حين ظننت اني استطيع ان اترك الامر خلفي. انتم ترون الامر من وجهة نظركم فقط. و لكن لا احد يدري ماذا احسست و انا اغادر في المطار. لقد شعرت بانني اترك روحي خلفي و اتحول الى انسان ميت”
“انتم تظنون بأني لا أعِ ماذا افعل و لكني اعلم بانني قد هجرت كل شئ فهل اترك لروحي ان تهاجر جسدي و تبقى هنا مع اطلالها او ابقى معها روحا و جسدا؟”
“ثم انني اشعر بسعادة لاتوصف و انا في احضانها هنا”
رد عليه رفيقه في حده:
“ولكنها ليست هنا. انت فقط وحدك هنا ونحن معك”
“اصمت!”
رد المشدوه بصرخة زلزلت ارجاء المكان ثم اشار بيده بغضب:
” انها هنا تعيش في كل مكان. انها تعيش حتى في الهواء الذي اتنفسه. تظهر مع نور الشمس ولا تغيب معها، تظهر مع القمر و لا تختفي عندما تشرق الشمس من جديد. انها زهرة نيساني التي تعيش في كل الفصول. انها تطير مع الطيور و تلاحقني في كل مكان. انها الضباب الذي يغطيني و الندى الذي يسقيني و يسقي الورود معي”
لقد كان ما يقوله المشدوه اقرب للحلم.
عمّ الصمت المكان ثم تابع:
“هذه حياتي و انا الذي يجب ان اختار. لقد اخطأت بانني استمعت لرأي الاخرين و قررت المغادرة لكني الان سابقى وليكن مايكن”
لم يكن لاحد ان يثنيه عن قراره ففضل رفيقاه المغادرة. احضر احدهما بعض الاغراض من السيارة ووضعها على الطاولة و هو يقول:
“لقد اشترينا لك بعض الاغراض و سنرجع لنقابلك في مساء الغد”
رد المشدوه بابتسامة باهته ثم اغلق الباب ليعود و ينظر من النافذة الاخرى باتجاه البحر الذي يعكس ضوء البدر و هو يسافر في افكاره بعيدا الى حيث حبيبته ثم ألقى بنفسه على السرير و توسد المخدة التي تحمل صورة حبيبته منتعشاً بدفء الغطاء الذي يحمل صورتها أيضاً.
ذهب فكره الى قصة ذلك العجوز التي شدت انتباهه فهل سيقرر ياترى ان يقابل حبيبته مرة اخرى او ان يغادر دون رجعه؟