بقلم الناقد والشاعر أ لطفي عبد الواحد.
استفقت اليوم على خبر صادم وموجع جدا يتمثل في وفاة الصديقة الشاعرة والمثقفة المناضلة فاطمة الماكني رحمها الله وأسكنها جنان الخلود ورفع مقامها وذلك بعد مرض لعين ألزمها الفراش للعلاج طيلة شهور عديدة. وتشاء الاقدار أن تكون وفاتها في هذا اليوم 8 مارس 2021 اليوم العالمي للمرأة وهي المرأة الفنانة والمناضلة على الساحة الثقافية والمُؤسّسة للعديد من الجمعيات والنوادي الثقافية ذات البعدين الوطني والدولي.
فاطمة الماكني ولا ابالغ إذا قلت انها مناضلة كبيرة في الميدان الثقافي وهبها الله قدرة عجيبة على التطوع وخدمة الابداع والثقافة بروح وطنية عالية وايمان قوي بدور الثقافة في نشر القيم النبيلة وخدمة السلام والتضامن بين الشعوب ايمانا بالانسان وترسيخا لقيم الانسانية وقد كانت دائما رمزا للبذل والعطاء وحسن الاخلاق والحرص على خدمة المبدعين وتكريم المئات من الفنانين والفنانات والمبدعين والمبدعات الاموات والاحياء في مختلف مناطق تونس وخارج البلاد وقد تمكنت رغم الصعوبات والعراقيل العديدة التي اعترضتها من النجاح في كل التظاهرات والمهرجانات الثقافية التي كانت تنظمها بحرفية عالية بما اكتسبت من روح نضالية عالية وارادة قوية قلّما توفرت في غيرها من الرجال والنساء على السواء الامر الذي جعلها تتمتع بمكانة كبيرة ومتميزة في نفوس الجميع وبمحبة كبيرة من المبدعين والفنانين ونشطاء المجتمع المدني…
واليوم وامام هذا المصاب الجلل اقول رحم الله الاخت العزيزة والشاعرة والمثقفة الكبيرة فاطمة الماكني واتوجه بأصدق عبارات التعازي لابنتيها ولكل افراد عائلتها الكريمة والى جميع اصدقائها وصديقاتها في تونس والعديد من دول العالم داعيا الله أن يتغمّدها بواسع رحمته وأن يجعل مقامها رفيعا في جنات الخلود وإنّا لله وإنّا إليه راجعون…