بقلم الكاتبة خديجة ناصر/ القنيطرة
مهووس كان منذ صغره بجمع الطوابع البريدية…يبحث عما جد منها لكل بلد. …يلصقها في مجلد خاص حسب جدول محكم يتضمن تاريخ الإصدار و مناسبته و الترتيب الجغرافي حسب القارة و البلد. …ربط علاقات شتى مع اصدقاء يقاسمونه نفس الهواية. …مع حلول الهاتف النقال و الفيس بوك و الماسنجر و الواتساب و غيرها تراجعت المراسلات البريدية و نذرت الطوابع … كلما فتح مجلد الطوابع التي بدأ يعلوها الاصفرار، إلا و احس بغصة تمزق أحشائه …فكر مليا….استشار بعض أصدقاءه في وسيلة تعوضه عن هذه الهواية و تكون مسايرة للتطور التكنولوجي. …ضحكوا منه و استهزؤو به …ما عدا ذاك الصديق الذي كان أول من اقتنى هاتفا ذكيا. …كان لا يفارقه ليل نهار. ..حتى و هو وسط رفاقه لا يستغني عن النقر عليه بين الفينة و الأخرى. …أشار عليه بإقتناء هاتف ذكي. …علمه كيف يفتح حسابا في الفايسبوك….مده بحسابات بعض الأصدقاء و الصديقات كي يستضيفهن ….مرت الأيام. …علا الغبار مجلد الطوابع البريدية المنسي في أحد رفوف مكتبته. …صادف يوما أن التقى صديقة كانت تتبادل معه الطوابع النادرة التي تصلها من اخوانها و أبناء عمومتها القاطنين بالخارج. …سألته أن كان ما يزال مهتما بهوايته. …ارسل قهقهة غير معتادة منه …أجابها بمكر. …نعم ما زلت مهتما بهواية الجمع. …غيرت فقط العناصر التي يشملها هذا الجمع. ….صرت مهووسا بجمع صور الفتيات اللواتي يتهافتن على صفحتي في الفيسبوك…. قريبا سوف أصدر ألبومات إلكترونية لكل واحدة منهن …