بقلم محمد محضار
سأخالف الأعرف ، وأكذب الواقع شكلا ومضمونا ، وأعلن لنفسي أنني أسعد رجل على البسيطة ، وأن الحياة منحتني من حذبها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، وأن الأيام سقتني كأس الفرح حتى ثملتُ ،والليالي تجملت بنور الابتهاج وطردت الحلكة من دربي،وأعلن أيضا أن عنادل الأمل تنقر كل صباح بمناقيرها الحمر شباك غرفتي ،وتدعوني إلى مأدوبة وئام مع الذات دون قيد أو شرط .
سأخالف الأعرف ،وأطرد وساوس الكَائنِ والموجود من حقائق الأمور التي لا تقبل جدلا أونقاشا،وأعلن للناس كل الناس ، أنني رجل متفائلٌ ،يوزع الابتسامات ،ويغرد مع العصافير على أغصان الأشجار،وأنطلق في رحاب هذه الدنيا أدعو إلى قتل الحزن في المهد ووئد الكآبة في عز حلكتها ، أنطلق بقناعات تمتح من قاموس الحرية وكل ما يدور في فلكها من قيم التحررمن رسن الغبن، والتشبع بخُلل المساواة وتكافؤ بني البشر في العيش دون منغصات ،لأحطم أوثان الاغتراب في زمن ظالم ،يكتب تاريخه تفهاء امتهنوا الوضاعة .
سأخالف الأعرف ،وأتجاوز الخطوط الحمراء وأردد مع مجانين المدينة: “نحن هنا !جالسون على قلوبكم ،ننغص عليكم متعكم ونسرق النوم من عيونكم ،ياسادة الظلام يامن يتاجرون بجراحنا وبؤسنا