الكاتب ناصر ابوحيمد “الفينيق”
“لقد كانت هناك و قد تغيرت ملامحها مع الايام و لكنها لازالت في نظري حبيبتي التي لم و لن انساها. تلاقت عينانا من بعيد و احسست بانني احلق في الفضاء و عادت الي جميع ذكريات الماضي. احسست باضطرابها و كانها احست كذلك بما شعرت به. تمنيت لو ان بامكاني احتضانها لو لثواني قليله و لكني كنت اعلم بان بيننا الكثير من الحواجز. ولكنها استمرت في النظر الى عيناي ثم حدث ما لم اتوقعه”
توقف الرجل العجوز عن الحديث ليلتقط انفاسه ثم اكمل حديثه:
“لقد تحركت من مكانها و توجهت مباشرة في اتجاهي. احسست بانني فقدت توازني و تسارعت ضربات قلبي. يا الهي ماذا لو صافحتني؟ ماذا سيحدث لي؟”
ابتسم المشدوه و هو ينظر الى الرجل العجوز و قد تسارعت انفاسه و لكانه يعيش فعلا تلك اللحظات و كان يعرف ذلك الاحساس جيدا فذلك ما كان يحدث معه عندما تلمس يده يد زهرة نيسانه
“امسكت حبيبتي بيدي و قد احسست بالشلل و تسارع في ضربات قلبي وتجنبت النظر الى عينيها قبل ان استمع الى صوتها وهي تقول :
” اقدم التعازي لك لفقدانك والدك”
قالتها ثم صمتت و صمت معها كل شيء. احسست بانني اختنق فكيف لحبيبتي و بعد كل ذلك الحرمان والشوق الا اعانقها والا اختطفها او…. كانت متنبهة اكثر مني في تلك اللحظة و قد لاحظت اضطرابي و نظرات من حولي فضغطت على يدي لاتنبه ما افعل و استعيد ادراكي لما يحدث حولي فتركت يدها و انسحبت الى خارج المكان دون ان اهتم الى نظرات الجميع التي كانت تلاحقني الى الخارج”
“عدت بعدها واكملت مراسم العزاء و قد غادرت هي و قريباتها آسرة قلبي مرة اخرى. أمضيت ما تبقى لي من أيام اشغل نفسي في امور وفاة والدي. ولكن القدر لم يكن ليكتب لهذه القصة أن تنتهي ففي اليوم الذي سبق يوم سفري قررت ان اتي الى هنا، الى شجرة القمر”
توقف الرجل العجوز عن الكلام وتمنى المشدوه هنا لو انه اكمل فقد كانت قصة الرجل العجوز تأخذ منحاً جديداً.