الشاعر علال الجعدوني / المغرب
غالبا ما ينغمس الشاعر في رسم عشقه في نصوصه الشعرية محاولا قدر الإمكان التعبير عما يخالج كيانه من حب اتجاه معشوقته ، فهو يلون نصه الشعري بكلمات شاعرية تلامس أحاسيسه ومشاعره كما يلون الرسام لوحته الفنية بألوان متنوعة ليزينها حسب ما يشعر به هو مترجما ذلك العشق الداخلي في النص الشعري -(عند الشاعر) -أو في اللوحة الفنية -(عند الرسام) -.
تلك ميزة من الميزات التي يتميز بها الشاعر والرسام في التعبير عما بداخله ولهذا نجد الشاعر يكتب كتابات عميقة تحمل دلالات قوية في الحب والعشق ….
لكن السؤال المطروح هل الشاعر وفي لذلك الحب أو العشق الذي يسكنه ويجري في شرايينه أو هو يتغير حسب تغير الدم في مجرى الشرايين يتجدد تجدد الفصول بحيث يتنقل من عشق لعشق كما تتنقل النحلة على الزهور لتجديد حيوتها وامتصاص رحيقها لتنتعش وتستمر في الحياة …
هل الحب متعدد كتعدد الألوان أو له مميزات خاصة تختلف عن جميع الأشكال الأخرى ؟؟ …
فالشاعر عندما يكتب نصه الشعري الوجداني يحاول قدر الإمكان تلوينه بكلمات شاعرية تسحر الروح وتسكن القلب لتتغدى الأحاسيس والمشاعر بجمالية الكلمات الراقية الحية والذوق الرفيع لتنتعش الروح ولو نسبيا ، ذاك هو أوكسجين أو متنفس العشق …
كما لا ننسى أن الكلمات الشاعرية متنوعة منها الباردة ومنها الحارة ومنها من لا معنى لها برغم تواجدها في قاموس اللغة مثل الألوان تماما ، منها الألوان الباردة ومنها الحارة ومنها من لا تلامس اللون أو ليست بألون كالليل والنهار .
ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار الشاعر هو ذاك الساحر الذي يسحر الأحاسيس والمشاعر بأسلوب لا يقوى على مقاومتها الجميع … فكل من تطرق أذنيه تلك الكلمات الرنانة الطروبة الشعرية الشاعرية تسلب إرادته العاطفية فيسقط في عشق البوح ليصبح أسير العشق ، متيما في الحب بلا مقاومة …تلك هي مميزات الكلمات الحية التي تخرج من الأعماق لتسكن الأعماق