عن صفية اكطاي الشرقاوي
تندرج الزربية السباعة في اطار موروث ثقافي انساني منه الموسيقى الشعبية كما( العيطة ) والنقش على الجبس بالسقف ومثل الفسيفساء على الجدران وبالحناء على الكفين وبالوشم على الجبين والذراع ونموذجي هو الزربية السباعية بجنوب المغرب عمالة شيشاوة مثلا وقد تعلمت الزخرفة علىالمنسيج من والدتي .وقبله عشقت الالوان الاحمر والاصفر والابيض والأخضر والأسود فيما يسمى بالطعمة وهي خيط غليظ تغزله امي ومساعداتها بالمغول من العود وبه تنسج على المنسج المكون من خيط رقيق من الصوف المغزولة فتتفنن في الرسوم البهية تبدو حقلا بالوان الزهور. هكذا تخيلت الزربية وعمري حوالي اربع ستوات لما عاقبتني امي عن خطأ قامت به اختي الصغرى للا حكيمة وساعدتها مفاده صب الحليب من ابريق الفطور على الارض …فعاتبتها امي بلين في عامها الاول ولكنها عاقبتني وحمدت الله ان الحليب كان ما زال باردا…لم نحرق به.رفعتني امي بيديها بها حناء العيد وضمتني الى صدر لين يفوح منه عطر القرنفل كانت ضمخت به شعرها . ضمتني ضمة عتاب هذه المرة وتوجهت نحو غرفة الضيوف ووضعتني ارضا مفروشة بزربية سباعية هدية لها هي وعلى غرارها تصنع هي الزرابي بين الحين والاهر لتهديها للاهل والابناء منه زربيه صغرة لاخي .. هي كل ما تبقى من ذلك الارث الجميل.اغلقت على باب غرفة الضيوف وانصرفت للمطبخ …فيما كنت ابكي سلبني منظر الزربية ولم تعد الدمو ع تنساب كالمطر على نورها …نسيت العقاب …مندهشة بما اراه وما احس به من دفء ولين الزربية …ومن جمالية الرسوم بما يسمى( العكدة )صنعت رسوم جميلة تعرفت على اسما ئها في العاشرة من عمري فيما بعد وساهمت في مراحلها مع امي علمتهن ذلك لوجه الله… ومع قريباتها وصديقاتها علمتهن تلك الصناعة التقليدية الجميلة …واسم الرسوم :# الحنيش# يلازم حواشي الزربية والمساحات الاخرى تنسج بالالوان الكف ورسوما اخرى .. .وتتوسط الزربية (النوارة )عبارة عن وردة كبيرة بهية….
وطبعا تمر الزربية بمراحل شاهدتها في العطل الصيفية لدي قريبات امي ومنهن العمة حبيبة بنت السي الطاهر ومنهن العزيزة فاطنة اليزيد ومنهن زوجة عمى الحاج حماد …كن ضمن اخريات من صانعات الزرابي …وبالبيضاء تعلمت من امي صديفاتها خالتي لكبيرة الهراس وخالتي الزوهرة.صناعة الزرابي ومراحل غسيل الصوف وغزلها وصباغتها وصناعة المنسج الذي يتطلب امراتين كل واحدة عند وتد في ساحة بالشارع العمومي بعيدا عن السيارات … كانت ساحة السراغنة وبوشنتوف هما المشهورتان، وبينهما امراة ثالثة لتمرير خيط النيرة، ومنه يقال مثل للذهاب والاياب (تسدي وتنير ).