الشاعر علال الجعدوني/فاس
ذاب المكياج
بعد هطول المطر .
تعرت الأشجار
أضحت كل الأوراق لعبة في مهب الريح
اختفت الشمس
حجب الغمام الضياء
عم الظلام
سكون
لا حركة
صمت في صمت
كل الأجسام نائمة
مسافرة بين الحياة والموت .
يجفل الماء من السواقي .
ما هذا الزمان ؟
تسكعات في الشوارع
الكل يمشي على جمر الانكسارات .
ما جدوى هذه الحياة
إذا كانت الفوضى تعبث بالأرواح من كل صوب ؟؟!
ولا من يرحم .
لو تدري كم يحزنني هذا المشهد .
لوحة …
تحكي مزاج فصول الحياة
بكل ألوان المساحيق
ليستمر الزمان المخنث
يتسكع في اللامعنى .
كل شيء ذبل
صدأ عالق بالقلوب .
أصبحنا لا شيئاً
نحتسي مرارة الحزن
في قمامة الجحيم .
يا للهول …!
وقت بلا طعم …/
بلا رائحة …/
بلا شهوة …/
بلا إيقاع …/
أحياء ولسنا أحياء
واقع تقشعر له الأبدان .
ثمة كلام كثير لم يكتب بعد !
ما أبشع الدنيا …
حين تتزين بطقوس العتمة
تاركة من ورائها أخاديد شائكة
بغية التمويه عن الحقيقة !
ثمة إيقاعات صفراء
في مشجب الحياة
يعجز الإنسان احتواء سوءتها .
في رحابها يقتاتنا التمزق
فنسقط في أماسي الرتابة
لا ندري أي الطريق
للتجلي والعبور
إلى سبيل الفرج …
يا أيتها السماء …
اخلعي غيومك
علميني كيف أصمد
علميني كيف أتمرد
علميني كيف أثور
علميني كيف أتحرر
يكفي ما عشته من حرمان في تجاويف صمت السواد
ADVERTISEMENT