الكاتب ناصر ابوحيمد
لم يكن ليصدق إن حبيبته قد فارقته منذ زمن بعيد فقد ادركت بعد صراعات لا تنتهي مع اسرته بأنهما لن يجتمعا فقررت ان تهاجر تاركة خلفها قصة حب عنيفه وحبيب مشدوه يعيش في الواقع لدقائق و خارجه لساعات و ربما ايام.
بسط الظلام بحباله على الجبل و بدت الغابة سوداء موحشة بينما كان القمر ينير المكان و السماء تسطع بالنجوم و الشهب التي تظهر و تختفي. كان المنظر رائعا في كل المقاييس الا انه لم يكن لعاقل ان يتحمل البقاء في هذا المكان دون ان يتسلل اليه الخوف من رهبة المكان.
نظر في اتجاه الشجرة و القمر ثم غاص في عالمه من جديد. تخيل حبيبته وهي ترقص على سطح القمر ترتدي أجمل فساتينها. اخذ يستمع الى صوت الموسيقى الحالمة التي ترافق خطواتها و هي تقفز و تدور على اطراف اقدامها ثم تنقلت بخطوات راقصة من نجمة الى اخرى.
كان التناغم رائعا لدرجة انه قام من مكانه و بدأ يقفز و يرقص على تلك الانغام التي يستمع اليها في رأسه. تمنى لو كان بامكانه ان يمسك بالنجوم ليسابق حبيبته في العودة والرقص على سطح القمر. التفت اليها ليجدها قد اختفت. فسقط ارضا و هو يشعر برغبة قوية في البكاء. لقد كان في شوق و نار لا تنطفئ ولكنه تدارك بأنه لا بد لها أن تعود.
وفي وسط تلك اللحظة ظهر له وهج ضوء يتمايل بين اشجار الغابه. تملكه خوف لم يكن له ليتداركه. فما هو سر هذا الضوء؟
تمالك نفسه ووقف من جديد. حاول ان يوقد شجاعته بعد ان تسللت بعيدا عنه. إقترب الوهج منه ببطئ زمن لا ينتهي مضيفا اليه المزيد من الخوف. كان يستعد للهروب من المكان، الا ان فضوله دفعه للانتظار ليتبين من يقف وراء ذلك الضوء.
اقترب ببطئ ناحية الغابة لكى يتمكن من الاختباء خلف احدى الاشجار و يراقب الضوء الذي بدأ في الاقتراب اكثر من الاشجار المجاورة له الا انه استدرك ان الوهج كان يتجه الى شجرة القمر.
حاول الاقتراب أكثر وفجأة ظهر له خيال ما ان استوضح ملامحه حتى فغر فاه و صرخ في رأسه:
“يا إلهي ماهذا الذي اراه؟”