بقلم الناقد والشاعر أ. لطفي عبد الواحد
الأديب محمد البشروش (1911-1944)يصف دار شعبان الفهري موطن نشأته وتحديدا
الطريق الرابطة بينها وبين مدينة نابل قبل الاستقلال في فترة الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي خلال فترة حكم البايات والاستعمار الفرنسي. الذي امتد من سنة 1881 الى سنة 1956 وللتذكير فان محمد البشروش قد توفي قبل 12 سنة من استقلال بلادنا.
ورد وصف الاديب محمد البشروش لدار شعبان الفهري قريته التي تحولت اليوم الى مدينة والطريق التي تصلها بمدينة نابل عاصمة الوطن القبلي في احدى اقاصيصه وهي اقصوصة بعنوان “الطيب بوغدير” وصفا غنيا بالصور الجميلة لطبيعة المنطقة الجميلة وطابعها الفلاحي وحركة الناس فيها ولا شك وهذا من الناحية الوثائقية ان المنطقة التي وصفها وتحدث عنها في تلك الفترة قد تغيرت اليوم كثيرا ان لم نقل كليا اذ تحولت من منطقة فلاحية الي منطقة عمرانية سكنية وتحول شاطئها الجميل الى شاطئ ملوث لا يصلح للسباحة والاستجمام..وفي مايلي اقدم هذا النص المقتطف من الاقصوصة المذكورة كما كتبه المرحوم الاديب محمد البشروش احد رواد الكتابة القصصية الواقعية في تونس ومؤسس مجلة المباحث:
توارت الشمس وراء الشفق وأخذت نجوم الليل تتراءى والفلاحون راجعون من حقولهم يتقدمون نحو القرية بخطى متثاقلة يكتنفهم غبار المسير.
كان الطريق الذي يؤدي إلى نابل حافلا بالقرويين تكتنفه حقول الفلفل والملوخية من الجانبين وكنت ترى من بين هؤلاء القرويين من هو راجع من الشاطئ بعد ان قضى مساء استراحت فيه نفسه المكدودة ومن راجع الى القرية يسير بخطوات متثاقلة وقد أنهكه تعب يومه الذي قضاه يعمل في بناء الديار والقصور أو في سقي الأشجار والبقول….