ناصر ابوحيمد “الفينيق”
تفاجأ مما قاله الرجل الذي خرج مسرعا و لكنه تذكر ما تسبب له والداه من الم و معاناه عندما قررا ان يعيشا في عالم بدائي لا يعترف بالغريب والان و بعد ما حدث لازال يصارع من اجل ان لا يعود اليه وها هي زهرة نيسان تمنحه فرصة للهروب.
عاد و التف بالسيارة ليجد رفيقيه يسيرا على اقدامهما و كانهما فقدا الامل من عودته. ركبا بجانبه و لم يكن هناك سوى الصمت فقد كان يقود بسرعة جنونية و هو يبحث عن طريق العودة.
كان الاتجاه في رأسه فقط هو الصعود ليعانق تلك الشجرة التي تجاور القمر عندما يكون بدرا. كانت تعيش في اعلى الجبل حيث تحتضن اعلى قمة من قمم جبال تلك المنطقه.
لكنه كان يفكر في رفيقيه فهو لا يريد ان يصحباه في تلك الرحلة فما ان وصل الى اقرب نقطة في طريقه الى الشجرة حتى طلب منهما النزول من السيارة.
اكثرا عليه السؤال عن وجهته الا انه رفض ان يجيبهما واخبرهما ان ينتظراه في ذلك الكوخ الذي يقيم به والمطل على غروب الشمس في البحر.
انطلق و هو ينظر في الحقول مسرورا بعودته و يفكر في حبيبته التي اطلق عليها زهرة نيسان.
لقد كان يرى وجهها في كل مكان حتى جاء الربيع وفتحت زهور نيسان في الحقول فتخيل بان وجهها يظهر له في كل زهرة من زهور الحقل حتى انه كان يوقف سيارته في الكثير من الاحيان و يلقي بنفسه وسط الحقل ليستمتع في الاستلقاء في احضان حبيبته.