الشاعر محمّد الزّواري ـ صفاقس – تونس
يا قدس عذرا فإنّ القلب مكتئبُ *** و الحبر في تعبٍ قد ملّه التّعبُ
كم مرّت المزن تروي في الرّبى صحفا *** فيها البديع و فيها الشّعر و الأدب
كم فيك قد نسجت أقلامنا كتبا *** فيها المديح و فيها الفخر و الخطب
سيوفنا صدئت في غمدها سألت *** السّيف أصدق قولا أم تُرى الكتب
بالأمس كان صلاح الدّين ممتطيا *** خيل العروبة و الأمجادَ يصطحب
راياته خفقت في القدس قد رفعت *** فوق المآذن و الأجراسِ تنتصب
حطّين مهلا أ يا حطّين هل لمحت *** عيناك دمع الثّكالى اليوم ينسكب
هلاّ لمحت قديما درّة لمعت *** لم ينتبه لِسَناها البحر و التُّرَب
نرجو صلاحا لأرض تاه قاصدها *** بين الحماس و فتح كاد يقترب
يا قدس عذرا سنشكو مُرّ فرقتنا *** حتّى نلاقي دروسا كلّها لعب
هذا اتّفاق و هذي صفقة عُقدت *** و تلك سوق بها الأموال و الذّهب
مرّت عقود و مرّ العمر مستمعا *** صدى المجالس فيه القول يصطخب
لم نحكِ إلاّ هجاء صار مبتذلا *** كلّ يصيح و للتّنديد ينتسب
أين الخيول و أين الجند هل رحلوا *** أين الجيوش و أين السّاسة النّجب
لا شيء إلاّ قصيد يقتفي أثرا *** للنّصر يرنو و في أحداقه غضب
يا قدس عذرا فليس الآن في خَلَدي *** سوى حروف أضاءت لفّها النَّصَب
صارت حَماما ينادي أين وحدتنا *** صارت خيولا تناديكم أيا عرب
ADVERTISEMENT