الشاعر نصار الحاج – السودان
كان الضوء رهيفاً يَتَسَلَّلُ من شفقِ الفجر
وكنتُ هناكَ بقرب الباب أنادي عليك
لنتركَ زبدَ الخوف
نطير لساريةٍ أعلى النبع
نَصُبُّ مياهَ الوجدِ بكأس الرِّيح
لتنثُرَهُ شجراً أخضرَ في الطُرقات.
أحتاج إليك تكوني بحارا
عشقاً يسطع من أوردتي
كوناً يخرجُ من أسوارِ مغارَتهِ
يزرعُني ورْداً في عينيكِ
حبيباً أغْزِلُ فيكِ الحُبَّ مدائنَ من أمواجِ البَّحر
ومن أزهار الكون.
إذَنْ
هيَّا تعالي
لنحيا بعشقٍ
يُطرِّزُ فينا بحارَ الفرح
لنحضنَ فينا رياحَ الحنينِ لأزْهَى غيابٍ
يُراقِصُ ماءَ الحياة.
بثوب أنيق رأيتك مثل النيازك وجهاً يضئ السماء
ويمضي لتلك المباهج تحت المياه وطمي الجروف العميق
رأيتك أنثى تنادي البحار
لتهدرَ موجاً يزلزل عرش السكون بقلب الجليد العنيد.
أُنادِي عليكِ
بروح الصَّباح وزهرِ الخريف
أُقَبِّلُ نهرَ شفاهِك
أمضي لصدرٍ يُخبئُ نارَ السِّنين
لسِحرٍ لذيذٍ تحت الرِّداء
أكونُ رياحاً تُغازلُ موج العُذوبةِ فيكِ
تسيلُ بحارُ الأُنُوثةِ منكِ
ونمضي لنبعٍ بعيدٍ نعيشُ جُنُونَ الحياة.
هناك رأينا السَّماءَ تُغَنِّي بصوت البنات
اللواتي عَبَرْنَ جدار السُكون
غَزَلْنَ الحريرَ بماءِ الأُنُوثَةِ
كنَّ عَذَارَى برغم هديرِ الدِّماءِ وركضِ الوعول.
اُنادِي عليكِ
لنحكِي طُيُوفَ الكلامِ
وسرَّ الحنينِ لتلكَ الحكَايا
لنَغسَلَ ماضي السنينِ
نخطُّ حُرُوفاً جديدةَ هذا الصباح
تَظَلُّ تميمةَ عشقٍ لحبٍ غرَسْنَا خُطَاهُ بزهرِ الخريف.
لنذكرَ ذاكَ الصَّباح
وتلك السَّحابة
كيف تلاشَتْ سريعاً دونَ غبارٍ كثيف
ضَحِكْنَا كنهرٍ سعيدٍ بهوجِ الرِّياح
يطيرُ لزهرٍ تكاثرَ تحت ظلالِ البيوتْ
فرحنَا كثيراً بروحِ الصَّبابة فينا
ووعدِ الخريف بعِشْقٍ يُبَلِّلُ سرَّ الغواية فينا.
صِرْنَا ضياءً شفيفاً بأرضِ الغرامِ
وعِشْنَا صباحاً بهيجاً
تَرَاقَصَ خَلْفَ النِّداء الأخير
وكُنَّا عُراةً نُكلِّم غيْمَ الخريف
ليَهْطُلَ كلَّ صباحٍ يُعانقُ موجَ البحار
ليَهْطُلَ كلَّ نهارٍ يُصافحُ رملَ البحار
ليَهْطُلَ كلَّ مساءٍ يُغازلُ ماءَ البحار.
هيَّا نغني
ونعزفُ وردَ الصباح نشيداً يُحَاكِي هُطُول السماء
غزيراً كنهدِ الحبيبةِ وهو يطيرُ فَرَاشَاً خفيفاً
يغرِّدُ تحت عناقِ الحبيب.
آهٍ لبرقِ الصَّباح
تسامَى كسِحْرِ النُجُوم
وغَنَّى كثيراً يُنادي حليب السَّماء ليعبرَ تلكَ الغُيُوم
يُعانق نهداً تَرَاقَصَ مثلَ الرُّعُود
يُهيئُ نارَ الحبيبةِ بينَ شفاهِ الحبيب.
ADVERTISEMENT