الدكتورة لطيفة حليم العلوي
من زمن ظهر المهراز إلى زمن الربوة التقيت بسيدة من رائدات الجامعة المغربية كلية الآداب .
الناشطة الجمعوية، والباحثة التربوية، والناقدة، والروائية الاستاذة عائشة العلوي لمراني. كانت المناسبة- قراءة قدمتها سيدة الربوة من طرف الاستاذة دامية بن خويا لروايتي “دنياجات “و قراءة أخرى من طرف الاستاذة فاطمة خشاف لرواية ” نهاران “…كنت مرة مرة وانا وسط سيدات الربوة اختلس النظر وأنا اهمس في نفسي .. لعلها هي عائشة؟ سرعان ما تقاسمنا العناق بحب يشبه حب ظهر المهراز.
كنت ادرس نظام السنوات على اساتذة في عز الشباب يطمحون للتغيير و يفرحون بولوج البنات الجامعة . وكنت اسمع اسماء اساتذة شيوخ لم ادرس عليهم درسوا الطالبات والطلبة في نظام الشهادات : – علا ل الفارسي ، ناصر الكتاني، تقي الدين الهلالي، عزيز لحبابي، بن عبد الله.. فترتعش مفاصلي عند ذكر اسمائهم برهبة الفقيه المبجل من علماء المغرب .
من بين طالبات ظهر المهراز درسن نظام الشهادات :- فاطمة دهر ، نعيمة بدري، زهرة فتحي، فاطمة المساري، خديجة حبيبي …عائشة العلوي لمراني . نظام السنوات اختفى فيه كل من الشيوخ لم ادرس على- الفاسي و الهلالي وابن عبد الله .و الكتاني. ولحبابي … ودرست في نظام السنوات على الشبان :-برادة، السولامي، المجاطي،الخمار ، العلوي، السرغيني، المنيعي.
بعد لقاء الربوة اشتدت صداقتي بحب ظهر المهراز والربوة وغرفة صديقات اجمل العمر. التقي مرة مرة بعائشة و أقول لها : -٦انت رائدة من رواد طالبات ظهر المهراز الزمن الصعب والجميل . نحكي عن اتحاد طلبة المغرب واعتقال الطالبات من بينهن: سعاد الحارثي. والشعراء الأساتذة : الخمار والسرغيني والمجاطي. ومن تتلمذ عليهم .بنيس والملياني ، وشاعر لم يدرس عليهم لانه ينتسب الى نظام الشهادات الشاعر محمد عنيبة..” ..الشعر كان لأكدح الطبقات يا شاعر اللذات والقبلات ” .
..نحن الطالبات بظهر المهراز أحببنا نزار قبل محمود وقبل سميح … وكنا نردد شعر المجاطي – رأيته من طرف الزقاق.. تسعفني الكأس ولا تسعفني العبارة… وقصيدة الدار البيضاء.
صوتك كان الإشارة،
واجهت ثانية مصرعي
كان بيني و بين رماة الطوارق
صمتك
حين اكتشفتك خمارة
فاستدار بي الكأس
أبحرت
أبحرت
حتى افتقدتك
الدار البيضاء وسرودات عائشة اجمل قصيدة . احفظ بعضًا منها مثلما احفظ الشعر لجماليتها وفتنة صياغتها وسحر بيانها،
لا اذكر عدد المرات التي اقرأ وأعيد القراءة لأرى الدار البيضاء في شموخها وكبرها وأزقتها المنسية. و درب صغير موسوم باسم شاعر كبير بصم تاريخ القصيدة المغربية .كنت ارغب ان يكون باسم شارع كبير احمد المجاطي . .
ابحث في سرودات عائشة وهي تلج الدروب و تسمع لغو النساء ..
أترقب صدور روايتها قريبا وكأنني طفلة ترغب في ازداد الحلوى. لذة سروداتها وانا ازدرد شكلاط بالفستق واللوز كعادتي عندما تحصل لي لذة القراءة. انتظر صدور اول رواية للروائية عائشة العلوي لمراني قريبا.
منذ شهر رمضان الكريم الذي تزامن مع كورونا ، وانا افكر في ولوج دار عائشة ، لم اكن ارغب في سرقة مسودات روايتها انا احترم المسودة الأولى ، في الحقيقة كنت ارغب في سرقة وردة ، ما هي برسامة ؟ لكنها تحمل الفن في أعماقها ، تزور المتاحف عند سفراتها و تقف تتأمل اللوحات بعمق بحر الدار البيضاء بحر الظلمات.. هكذا كنت صباح اليوم بدارها بالدار البيضاء. تعذر علي امر السرقة . عائشة أتقاسم معها عشق الشعر . لا قدرة لي على سرقة وردة من غرفتها. كانت نائمة تحفها الملائكة ، على طاولة صغيرة بقرب سريرها كان هاتفها مفتوحا على مسرح محمد الخامس ربيع 1968، أم كلثوم تغني رباعيات الخيام:-إن تفصل القطرة من بحرها .. ففي مداه منتهى أمرها ..
التقطت بعدسة هاتفي الذكي صورة فوتوغرافية وعدت على جناح السلامة الى حيث انا عالقة بدار بنتي بهرهورةً. آمل ان تنتهي كورونا