ذ. عبد الكامل دينية إطار ديبلوماسي متقاعد كاتب وشاعر/الرباط
بعيدون كل البعد عن ثقافة ضبط الوقت والإنضباط .
حينما توصلت بدعوة كريمة من جمعية أبي رقراق لحضور حفل اختتام فعاليات مهرجان مقامات في دورته السادسة بمدينة سلا يوم الخميس 30أبريل 2015،أثار انتباهي شيئان اثنان في نص الدعوة :أولهما إحياء هذا الحفل من قبل فرقة الدراويش بتركيا وهي من الفرق التي لها مكانتها فنيا وثقافيا على المستوى العالمي ،وهذا إنجاز تشكر عليه جمعية أبي رقراق .
ثانيهما :التأكيد في نص الدعوة على ضرورة احترام العديد من الشروط أثناء تقديم العرض ومن بينها ،انطلاق العرض في الساعة الثامنة تماما مع إغلاق باب الدخول و عدم استعمال الهاتف النقال وعدم الإزعاج بالتصويروعدم الخروج قبل الوقت الختامي للحفل وعدم اصطحاب الأطفال منعا كليا وعدم التصفيق قطعا وهي نفس الشروط التي أكد عليها مدير المهرجان الأستاذ عبد المجيد فنيش خلال كلمته الإفتتاحية لضمان مرور هذا العرض في ظروف حسنة .
وما أن انطلق الحفل ،الذي لم يفتتح إلا في الساعة الثامنة و35د حتى شرع العديد من أصحاب الهواتف النقالة في التصوير وإذا بأحد المنظمين يدخل ابنه الصغير الممنوع من الدخول من الباب الخلفي للقاعة وآخر يزعج الحاضرين برنات هاتفه وأخرى تتحدث مع والدتها .
وفجأة ،هذه مجموعة من المدعوين تدخل القاعة في أوج العرض والساعة تشير إلى التاسعة وخمسة دقائق .
وبقدر ماكانت المجموعة الموسيقية منضبطة في عملها بكل إتقان وفن رفيع ،كنت أحس وكأن الحضور يعيش حالة عقوبة من خلال الصمت والإنضباط الذي فرضته ظروف هذا العرض الروحي .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن البعض ممن لم يتعودوا على مثل هذا العمل الفني الرائع، شرعوا في الخروج الواحد تلو الآخر دون احترام لمشاعر الناس .
وبطبيعة الحال ،وهذه أحلى وأعظم ، كان لابد لنا من التصفيق كجزء من طقوسنا بالرغم مما قيل في بداية الحفل .
هذا ما عشته ولمسته شخصيا خلال هذه التظاهرة الفنية البديعة والتي لايمكن إلا التنويه بها شكلا ومضمونا ومعنى ،
ليبقى السؤال مطروحا بالنسبة لي ،لماذا نحن بعيدون كل البعد عن ثقافة ضبط الوقت والإنضباط ؟