من أشعار الديوان التاسع…أسطورة العواء

الأستاذة الشاعرة لطيفة الغراس/ مكناس

يضحك القمر من عواء الذئاب
وهي لا تعوي إلا في الظلام
إنه كراهبٍ أثقله الهمّ وراء الستار
يحمل الأقوال بعد خلع الحذاء!
ويسأل كيف يعبر الطريق
وقد اأثقلته اعترافات وبوح
وقال: لماذا العشق والعواء
والليل به البدر يُنير ؟
ويقول القمر:
إن للهمس والعواء صوتاً
وأطيافاً تتلوّنُ بين قيثارة
وعود وغناء وبين البكاء والأنين
فهل عشقَ القمرُ الهمس والعويل؟
هي ترانيم تؤنسه كل مساء
فمع ظلام المساء أشجان السكون
والشمس لها عبير الصخب
وهي دوما تشد أزر القمر !
تأملت الكون فرأيتُ برجا لِلْحَمَلْ
يعشق فلسفة البقاء والوجود
فتعلقتْ نفسي ببشائر الربيع
وتنطّع جسمي من حبال السنين
ليختال بين أبدية الروح والشباب
قد تأملتُ ضياء الشمس والقمر
فجعلت سمعي يرفض العواء!
وعلمتُ أني وأنتَ سواء
وأن بالبحيرات سر الحياة والبقاء
وأن الأجداث تُبْعثُ بعد النداء ..!