كتبت/ ذ.والأديبة صفية أكطاي الشرقاوي/الرباط
هكذا، يحمينا الفضاء الافتراضي من أجواء الرتابة والقنوط التي تسود الحجر الصحي ويبعدنا عن أهوال كورونا ليدخلنا في فضاء أرحب وفي لحظة نقاش ممتع وهادف التفت فيه نساء الأدب والفكر حول (مفهوم السعادة).
وبعد أن استهلت اللقاء منظمته الدكتورة لطيفة حليم علوي بكلمة ترحيبية شرحت فيها أن الهدف من اللقاء هو تحدي الإحباط النفسي المواكب لتفشي وباء كورونا فيروس /كوفيد19.
تقدمت بعدها خديجة عسري الأستاذة المحاضرة بعرض مستفيض وشيق حول مفهوم السعادة والذي تجمله في الشعور بالرضى وتجاوز متبطاته بالحمد والبحث في الذات والمحيط عما هو إيجابي كي يتشبث به الإنسان لتجاوز مسببات الإحباط.
كما تم إغناء مضمون المحاضرة بالمناقشة والتحليل من طرف المشاركات دة امل الركابي من مونتريال ودة حبيبة عرايشي من باريس والمؤطرة الجمعوية الباحثة ذة .مليكة غبار، والقاصة صفية اكطاي من البيضاء،ودة حبيبة العرايشي من باريس ودة لطيفة الابراهيمي ودة مينة لمغاري من الرباط حيث تطرقت المداخلات إلى مفهوم السعادة بين المعنى الذي يقول بأنه الرضى في كل جزئياته، وبين المعنى الآخر الذي يرى السعادة في العمق كمنظور متكامل يطرح تساؤلات، عريضة من قبيل :هل السعادة تقف عند حدود الرغبات وإشباع الغرائز؟ أم هي تتعدى ذلك إلى إشباع الروح والعقل والفكر ؟..كما هو عند أرسطو الذي يجعلها هي (التحلي بالفضيلة).
وفي الإسلام هي شعور داخلي بالطمأنينة بقدر قرب الشخص من خالقه ونشر الخير والبر والكرم والصبر إلى غير ذلك؛ وهي عند العرب تعبيرا عن مكارم الأخلاق؛ والسعادة لدى الباحثين المعاصرين تعرف كنوع من حالات الصفاء النفسي والطمأنينة.
وتدخلت في هذا الإطار، الباحثة الأستاذة مليكة غبار بكلمة مفصلة وعميقة حول تعذر الشعور بالرضى في واقع مر جراء وباء دمر أرواحا وأضحى أصحابها مجرد أرقام.
وأضافت بأن الضرورة تقتضي اليوم الثبات في مثل هذه اللحظات العصيبة والبحث عن التغيير ما أمكن ؛بينما اعتبرت الأستاذة صفية اكطاي من جهتها أن القلق المفرط عموما يحدث خللا في الشخصية وفي المجتمع قد يحول دون التمكن من تجاوز لحظات العسر.