إعداد وتقديم: ذ بوزيان موساوي المغرب/وجدة.
هذه الفقرة بعنوان: “هذا من تراب بلدي”
هدف هذه الفقرة كما عبرت عن ذلك سابقا هو: “فعل الاعتراف الصريح بالتجارب الفنية الصادقة، التي تنبع من الذات والتي تخاطب الانسانية. وليس حكرا على عَلياء القوم ونبلائه أو أكاديمي عارف بالتقنية ومرجعياتها، بل أيضا كم من عصامي كسر حدود المألوف بعفوية تفكيره وطفولية لعبه التشكيلي….” (كما عبر عن ذلك الدكتور حاتم تراب في كتابه “التشكيل بين التنظير و التأطير”)..
تعرفنا من خلال هذه الفقرة على عدة فنانين تشكيليين من الجنسين و من مختلف الأقطار الوطن العربي، و لامسنا عن قرب تجارب رائدة اشتغلت بالزيوت (عبد الرحمان السقالي، و يحيى دخيسي من المغرب)، و الألوان المائية (acrilyque) (مع سعاد أرفال من المغرب و ريم هيلالي من تونس)، و التشكيل بقلم الرصاص (مع الفنان العراقي عباس السعد)، و التشكيل بحجر “الصافون” (مع الفنانة التشكيلية السورية هيام علي بدر)، و التشكيل بالرمل “الترميل”(كما في التجارب الرائدة للفنان الجزائري الطاهر جديد)، و التشكيل بالتراب (كما في التجارب الرائدة للفنان التشكيلي المغربي عادل الصافي…)
و قبل التعرف عن حيثيات جمالية الابداع التشكيلي المتفرد عند الفنانة التشكيلية السورية صديقتي الأستاذة سميرة بيراوي، إليكم صديقاتي اصدقائي هذه السيرة من اقتراحها:
بطاقة تعريف:
سميرة بيراوي Samera Birawi مواليد إدلب /4/ حزيران /1966/(سوريا).
بدأت الرسم منذ الصغر مشاركة بمعارض مدرسية إلى أن درست معهد متوسط قسم الفنون النسوية، وتخرجت لألتحق مباشرة بالتعليم كمدرسة مساعدة في المعهد المتوسط قسم الفنون النسوية لمادتي الرسم والزخرفة، وفي الثانوية قسم الفنون النسوية لمادة (الرسم والزخرفة وتصميم الأزياء والخياطة والتطريز)…
اشتركت بعدة معارض جماعية على مستوى المدينة، ثم على مستوى القطر العربي السوري، من خلال مشاركاتي مع نقابة المعلمين…و نلت جائزة تقديرية…
شاركت بعدة معارض في دمشق من خلال نقابة الفنون التشكيلية مع متابعة عملي كمدرسة فنون في إحدى ثانويات دمشق .. بعام /2017 حتى عام 2019/ انجزت لوحات عديدة بألوان زيتية على القماش، وبعض أعمال بقلم الرصاص، تم عرضها في تركيا في صالة بلدية انطاكية، ومؤخراً كان لي مشاركة بمهرجان الدولي للفنون في اسطنبول ونلت عدة شهادات شكر وتقدير مع درع الإبداع والتميز من إتحاد الفنون العربية في تركيا…”
إضافة للرسم بألوان زيتية، و بقلم الرصاص، للفنانة التشكيلية السورية الأستاذة سميرة بيراوي عدة أعمال مواد صباغتها ممزوجة بالتراب…
إذا كان الحجر مادة النحت، والأصوات مادة الموسيقى، والألوان مادة الرسم، فإن الفنانة سميرة بيراوي قد وظّفت خامة التراب في بعض لوحاتها، وليس التراب مجرد مادة جامدة صمّاء ، وإنما هو حيُّ مثل الماء/اللون، بل هو أصل البشرية…” …
و عن استعمالها للتراب كتبت لي:
طلبت من احد الاصدقاء وكان في زيارة ذاهبا من تركيا لمحافظة ادلب السورية، إلى مدينة كفرنبل (هذه المدينة التي اشتهر اكثر شبابها بكتابة اللافتات التي تؤيد ثورة الحرية والكرامة ) أن يجلب لي (كمشة ) حفنة تراب من ادلب. لما أجابني: انا في كفرنبل، قلت له: وليكن، التراب الطاهر الذي ضم اجساد الشهداء وروي بدمهم، أريد منه ،،، وصلني التراب أنا أرسم لوحة عن لافتات تلك المدينة التي كنت قد اعدتتها مسبقا ونثرت التراب أسفل لوحتي التي أسميتها: “اغتيال” بسبب اغتيال واستشهاد من كان يخطط ويرسم تلك اللافتات… وبذلك بدأت أمزج التراب في أغلب لوحاتي التي أنجزتها… فيما بعد أصبحت أمزج ترابي مع ألواني وأرسم …”.
من بين لوحاتها (“حكاياتها” كما تُسمّيها)، هذه النماذج التي تكرّمت الفنانة التشكيلية الأستاذة سميرة بيراوي صديقتي ببعث صورها:
ـ لوحة “اغتيال” وتضم اسفلها تراب من كفرنبل،
ـ و لوحة “شجرة عيد الميلاد” التي حملت بدل الثمار أشلاء وبقايا أجساد الأطفال من جراء القصف الهمجي من الطيران التابع للنظام،
ـ و لوحة “شجرة عيد الميلاد السورية” التي حملت اعلاها غطاء رأس الأم السورية بدل النجمة،
ـ و لوحة “باقون ما بقي الزيتون”، و رسمتها م بِتُراب من مدينة ادلب…،
ـ و آخر لوحاتها إلى كتابة هذه السطور، عنوانها: ” و تأبى الرحيل…”…
سيلاحظ قرائي الأعزاء أن كل لوحة من لوحات الفنانة سميرة بيراوي تحتاج بمفردها لقراءة نقدية فنية و تقنية لتسليط الأضواء على ثنائية الدال و المدلول، من خلال جدلية الشكل و المضمون لاستجلاء مكامن الجمالية، و “كواليس الحكاية”، و أبعاد الرسالة… لذا تضرب لكم “فقرة لوحة و فنان(ة)” موعدا آخر عما قريب تحت عنوان: قراءة في لوحة…
مع تحيات “فقرة لوحة و فنان(ة)” و الأستاذ بوزيان موساوي وجدة المغرب.
إغتيال