بشرى عبد المومني – بلا أسوار / دوسلدورف
نظمت جمعية الطلاب والخريجين المغاربة بألمانيا بمدينة دوسلدورف يوم الجمعة 25 أكتوبر 2019 أمسية ثقافية وفنية تحت شعار ” الثقافة والتراث المغربي مصدر إشعاع وإثراء “.
شارك في هذا العرس الثقافي فعاليات جمعوية من أفراد الجالية المغربية بألمانيا والمجتمع المدني. كما احيا هذه الأمسية اسمان متميزان ورمزان من رموز الثقافة والفكر والبحث في التراث والفن ببلادنا يتعلق الأمر بكل من الأستاذ الدكتور عبد الله العلوي الباحث في مجال الآثار في مداخلة قيمة بعنوان “التراث الثقافي المغربي الغنى و التنوع الواقع والآفاق” والذي أبرز فيها أن غنى التراث المغربي وتعدده يشكل مفخرة ومصدر قوة بالنسبة لمغاربة العالم لتثبيت هويتهم وتمكينهم في نفس الوقت من التعايش في بلد الإستقبال والانفتاح على الآخر كما يرى الباحث المغربي د، عبد الله العلوي أن غنى التراث المغربي وتعدده بشقيه المادي والإنساني يعود إلى الموقع الاستراتيجي للمغرب الذي يجعل منه بلد الاستقرار و العبور للحضارات والهجرات البشرية القادمة من آسيا و إفريقيا والبلاد الأورومتوسطية.
والأستاد أحمد عيدون الباحث في علوم الموسيقى والتراث في مداخلة متميزة بعنوان “موسيقى المغرب مثال التنوع” والذي أبرز فيها أن الموسيقى المغربية تعد مثالا للتنوع نظرا للموقع الجغرافي المتميز للمغرب في وسط طرق حضارة كبرى سواء الحضارة المتوسطية أو الإفريقية أو الأوروبية مشيرا في هذا الصدد إلى المقامات العربية التي أتت من الموسيقى العربية واندمجت في المغرب ورفعة الذوق الأندلسي الذي قدم أشياء أخرى فيما يخص هيكلة الموسيقى المغربية وإعادة بنيتها وهندستها و مجموعات الإيقاعات التي استفاد فيها المغرب من عمقه الإفريقي الصحراوي وإلى جانب الأساس الأمازيغي. لفت المتحدث إلى أن هناك مخلفات و رواسب من علاقات قديمة تتجسد في الممارسات و الطقوس التي تعود إلى أصول يونانية ورومانية وغيرها .
أبرز رئيس جمعية الطلاب و الخريجين المغاربة بألمانيا الاستاذ سعيد مهني في كلمة بهذه المناسبة بأن الاهتمام بالجانب الثقافي الفني المغربي والتعريف به وبمختلف تجلياته هو تعبير عن موروث من أجل ترسيخ الهوية الوطنية وعلى هذا الأساس يضيف رئيس جمعية الطلاب و الخريجين المغاربة بألمانيا أن هذه الجمعية تسعى إلى مد الجسور والتواصل مع الوطن ألام وترسيخ قيم المواطنة الحقة في نفوس الطلاب المغاربة بألمانيا وتعزيز ارتباطهم ببلدهم الاصلي إضافة إلى الاستفادة من خبرتهم وتكوينهم العلمي.
كما تحدثت الكاتبة والإعلامية بشرى عبدالمومني على أهمية ما تحضى به الثقافة والتراث المغربيين من قيمة اعتبارية وتاريخية وإنسانية وطنيا ودوليا في تنوعهما وتعدد روافدهما مما يجعل المغرب من بين أهم البلدان المعروفة بتعدد مكوناتها الثقافية واصالة تراثها المادي واللامادي مما ينعكس على التركيبة الاجتماعية للبلاد حيث تنفرد كل منطقة من مناطق المغرب بخصائص تميزها عن غيرها. وأبرزت بشرى عبدالمومني الفاعلة المغربية ان التراث يلعب دورا أساسيا في تقوية الإحساس بالانتماء والتشبت بالهوية مما يجعل الأمم تسعى إلى تثمينه وتنميته وإشعاعه وصيانة معالمه وحمايته من الاندثار والتخريب والتشويه باعتباره أيضا رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما توجت هذه الأمسية بتكريم عدد من الطلاب ثم تلتها سهرة موسيقية تجاوبت مع الحاضرين فضلا عن تقديم الشاي والحلويات.