الأستاذة: لطيفة الغراس / المغرب
حل الوقت لأتحدث عن مرحلة مهمة بين أحضان مدرسة النهضة الإسلامية بمكناس.
أنشأت الحركة الوطنية سلسلة مدارس خاصة في مكناس وفاس وسلا.. ومدارس محمد الخامس في الرباط…
كان الهاجس هو كيف ستستطيع تربية النشأ على التمسك بالروح الوطنية والوحدة الوطنية بعد الظهير البربري المشهور،والذي بموجبه أراد المستعمر زرع فتنة التفرقة بين المغاربة بالاعتماد على العرقية ودعم جانب دون الآخر لدعم الروح الاستعمارية !
لم تكن الغاية من أجل إنشاء هذه المدارس رفض الحضارة الغربية،ولكن نبذ الروح المهيمنة للاستعمار وهو يحاول طمس مقومات الإنسان المغربي.
العجيب والغريب أن حتى ذلك المغربي البسيط الذي فتح له الاستعمار باب التعلم في مدارس وثانويات عمومية ،كان يرعاها،فطن للعبة الاستعمار،وهكذا كانت المقاومة ليس فقط من الذين تشبثوا بالتعليم الخاص ولكن من جميع الشرائح المغربية،وتشبث المغاربة بوحدتهم وعقيدتهم.
في مدرسة النهضة تعلمت أن أغني لوطني ونحن نرفع راية المغرب كل صباح.كان لي شرف رفعه وأنا طفلة وكذلك كان بالنسبة للكثير من زملائي.
من هم الذين فضلوا تعليم أبنائهم بالمدارس الوطنية؟ في الواقع أن حزب الاستقلال وعن طريق خلاياه في المدن ،قام بحملة لتشجيع هذا الأمر وهكذا لبت بعض الأسر هذه الدعوة،وكانت الأسرة الواحدة لها أبناء بالمدرسة العمومية وآخرون بالتعليم الخاص،فقد كانت المدرسة الخاصة تستوجب الأداء الشهري ،والأخرى مجانية ،فقد كان طلب علم تضحية مالية لمساعدة التوجه الوطني في هذه المرحلة.
كانت المدارس العمومية تغلب حصص اللغة الفرنسية وكانت المدارس الوطنية تدرس الفرنسية كلغة تانية وليس الأولى.
في مدرسة النهضة ،كان السن ليس هو معيار حق التمدرس،حيث نجد في القسم خليطا غير متجانس بالنسبة للفئات العمرية،وأتذك أننا بقسم الشهادة الابتدائية سنة1958 وكانت مدة الدراسة في الابتدائي هي 7 سنوات ! كان في القسم من هو في العاشرة أو الحاديةعشرة ومن هو في الثامنة عشرة من عمره وكان الكبار أغلبهم من البادية وقد اقتصر تعليمهم على حفظ القرءان في الكتاتيب،ولذلك تم إلحاقهم في عمر متأخر نسبيا لمدرسة النهضة.
( يتبع إن شاء الله).