كتبت الدكتورة فوزية التدري
لمة جميلة بغرفة صديقات أجمل العمر بدعوة من الدكتورة لطيفة حليم للاحتفاء بالأستاذة خلود السباعي ومناقشة كتابها ” المرأة والعنف ” .
في بداية اللقاء قامت الأستاذة زينب النجاري بقراءة شاملة ووافية للكتاب إذ أضاءت للحاضرات جميع جوانب المؤلف وأشادت بالسبق الذي حققته الأستاذة خلود السباعي بتناول ظاهرة العنف والمرأة بشكل أكاديمي كما حيتها أيضا على تناولها لعدة مظاهر للعنف اتجاه المرأة غير العنف الزوجي. وهنا أشارت الاستاذة زينب النجاري الى تناول الأستاذة خلود السباعي لمظاهر العنف غير المستهلكة من طرف الباحثين كالعنف مثلا الذي تتعرض له المرأة في مجال البغاء أثناء تعاملها مع رجال الأمن او الدرك حيث تشتم وتعامل بالسوء وتوسم بالعهر دون الشريك أو الزبون الذكر.
كما أشادت ايضا باحاطة الاستاذة خلود بالعنف الذي يمارس على المرأة المسنة اذ تحرم من طرف المجتمع من حقها في الاعتناء بأنوثتها فتركن الى الرف وتلقب بأبشع النعوث في تحقير تام لشخصها . وفي الأخير انتقلت الى نموذج المرأة ” الفراشة ” اي السيدة التي تتاجر فوق الرصيف بالشارع وما تتعرض له من عنف واستغلال . وبعد استمتاع الحاضرات بهذه القراءة الغنية والجميلة للأستاذة زينب النجاري قامت الأستاذة رشيدة أفيلال أيضا بقراءة متميزة للكتاب اذ رأت في العمل اضافة نوعية للمكتبة الوطنية بالمغرب وأشادت بقدرات الباحثة في علم النفس الاجتماعي خلود السباعي في انجاز عمل أكاديمي مبني على مناهج علمية وعلى تحديد المفاهيم في تناول ظاهرة سبق لمنظمات حقوقية ومدنيةأن درستها لكن ليس بالشكل الذي قامت به الأستاذة خلود السباعي وهنا يكمن التميز والتفرد.
بعد القراءتين الرائعتين للكتاب جاءت المناقشة فاستمتع الجميع بالتدخلات الغنية والقيمة لكل من الأستاذات الفاضلات أمينة أوشلح ،نفيسة الذهبي ، لطيفة حليم ، أمينة اسحاق ، نجاة النرسي ، رجاء التازي . وفي الختام قامت الأستاذة خلود بإضاءات حول الكتاب اذ صرحت بأنها تعتبر المحاور التي تناولتها عبارة عن أبحاث محفزة على دراسات قادمة ففي تناولها لظاهرة العنف ركزت على أخطر أنواعه وهو العنف الرمزي الذي صار سائدا بشكل كبير في عصرنا هذا ووضحت لماذا اختارت تلك النماذج من النساء وأشارت الى صعوبة البحث الميداني حين تعاملها مع نساء البغاء لكنها فخورة بعملها لأنها تعتبره نوافذ مشرعة على مواضيع أخرى لم تتناولها هي بخصوص العنف ضد المرأة وتتمنى أن يفتح شهية الطلبة والباحثين في تناوله أكثر وأكثر حتى تحظى قضايا النساء باهتمام أكبر فتسن قوانين جديدة وتفعل لصالح المرأة تتناسب مع هويتها وخصوصياتها.
فشكرا جزيلا للدكتورة لطيفة حليم على كرم الاستقبال وكرم المشاركة المعرفية وكل الشكر للدكتورة خلود السباعي على قبول الدعوة وتشريف غرفتنا الجميلة وتحية محبة وصادقة لجميع الحاضرات بدون اسثتناء والى لقاء جميل اخر حول كتاب آخر.