ذ. الشاعرة خديجة بوعلي /خنيفرة المغرب
قبل كل استهلال ما مضى من أشهر رمضان، كانت مشاغل الحياة تجوب بنا الشعاب و الوهاد … كل منا منهمك بأمور دنياه… يتعقبها دون هوادة بالمعالجة وما أن يطمئن إلى فراغه منها حتى تتناسل منها أخرى كالفطر …
حتى إذا حل الشهر الكريم الحنون، جمعنا في أفنية المساجد … أمة مصغرة في كل محراب يجمعها الخشوع والخضوع لرب العالمين والتماس الغفران من الرحمان … يجمعنا الحب و الود و الصفاء…
فبداخل المسجد نزيل أقنعة الحياة المتعددة التي ارتديناها على امتداد أحد عشر شهرا كنا فيها متنافسين… متعاندين… مرائين… متنابذين ومتباعدين عن بعضنا منشغلين … وما أن ينادي هلالك يا رمضان: أن حي على الصيام و القيام، حتى نتنافس في التماس الغفران والتزين بأزهي رداء من أجل أن نبدو لربنا في أبهى الصور… نكشف عورات ضمائرنا للخالق … نشكو هموما تعرقل على النفوس الاستمتاع ببهجة الحياة…
جنبا إلى جنب نقف بين يدي المولى… نتضرع إليه بنبضات قلوبنا، وبدموع تنساب على خدودنا… ننظف بها دواخلنا من درن الغفلة والانشغال … نجبر ما تكسر فينا… نرمم ما تهالك حولنا وفي دواخلنا… نخرج منك يا كل رمضان كأننا ولدنا من جديد .
ترى ماذا حدث لك ضيف الرحمان هذا العام ؟؟؟ فقدت أنسك وبريقك… واغتربنا ملء الديار وبكتنا المحارب شوقا إلينا وبكيناها شوقا إليها وشوقا إلى عذوبة أصوات رخيمة طالما أتحفتنا بتلاوة القرآن،
نفض التواصل الذي ارتقبناه فيك يا رمضان بين الأحبة والخلان جناحه، وطار إلى عنان السماء. ترى متى يطلق سراحك يا رمضان لترفرف الملائكة بأجنحة السلام والأمان فوق الصوامع وتمتلئ أفنية المساجد بأهل الإيمان؟؟؟