الكاتبة آيات عبد المنعم/مصر
في الشَّرق كُتِبَ للعشيقات الدَّلال العبثيّ، وللزوجات السّجن المؤبد، وكلاهما لا يذُقنَ طعم الأمان، ترقصُ عيونهنَّ علىٰ لحظات حنان تاريخيّة، وعابرة تُسجّل كذكرىٰ وطنيّة بائسة تمنح للبطل الفاتح أبعادًا تفوق حجمه.
لا تعجب إن نخر الفقر هياكل الرّوح في بلادنا فأرحامُ النساء لا تُسقىٰ حُبًّا بل شهوة بلا معنىٰ، أو رُبّما يأخذُ الجِنس معنىٰ التَّنفيس عن الغضب يغدو جسد المرأة سيجارة يَحرقُ الرجل فيها موتهُ الأسود اليوميّ الذي رافقهُ منذ أن بدأ شاربهُ يخوض غمار الحرب الصامتة في لعبة البحث عن لقمة تسدُّ رمق الجوع.
العشيقات في بلادي لا تصنعنَ خبزًا، والزوجات تُنجب أجنَّة مليئة بالقهر وصراخ الأطفال وقتَ الولادة ضعفين.
بيني وبينُكَ جبالٌ من صقيعٍ ورثناها جيلًا بعد جيل، إن كنتَ ستدخل محراب الحبّ تؤمن بعبادة الأجداد فابحث عن مقبرةٍ غيري.
أنا عاشقةٌ متمرّدة أريدُ أن أعيد بهدوءٍ ترتيب الحكاية بين آدم وحوّاء ارسم خارطة العشق من جديد، أمنح لتلك الجمجمة نبض الحياة.
وطني المثكول يبكي من النهر إلى النهر، كيف لموتِ الشعور أن يُنجب حياة وجيل يحترم ثقافة الورد، إنَّهُ لا يتحمّل مزحة جديدة شبعتْ أرضهُ من الخيانات واللّهو، اشتاقَ أن يذوقَ طعم الحضارة ويبدأ عهد الإنتصارات الحقيقة من طورِ الطفولة من اجتماع روحين علىٰ ميثاق الحُبّ، يحتاجُ إلىٰ ثورةٍ جديدة خالية من الشعارات الصاخبة ملَّ هُتاف المنابر، يطوقُ أن يرىٰ بشرًا سويًّا، لذا لا أريدُ أن يكونَ زواجي مجرّد عدد عبأ إضافيّ يستهلكُ الأوكسجين في الغلاف الجوِّيّ.
دعنا نتحلّىٰ بشجاعة العصافير والنحل والنمل علَّنا نُكون نواة صغيرة في إحدىٰ ممالك الكون، لا أكترثُ أن يُذكر اسمي واسمك في دواوين العاشقين.
لِنبني بيتنا بصمت خارج رتابة مراسيم الزفاف فالعرسُ للناس وقلبكَ الفَرح لي، كُنْ ثائرًا في العشق أُحبُّك أكثر، لا تكن تقليديًّا بمجرّد أن تُفكّر في جلبِ الخواتم تلمع في عينيك شرارة الروتين الجافّ ويفنىٰ الشَّغف، لنكن مختلفين يملؤنا طموح المجانين، ونقتل تلك الخرافة التي تزعم أنَّ الزوج لا يعشقُ زوجته ولا يتزوّج عشقيته!