أستاذة مادة التواصل واللغة الانجليزية زكية بلحمر/المغرب
حقيقة أم حلم هذا الخبر… الهاتف يرن يوم السبت صباحا عادة لا أغلق هاتفي أبدا خوفا على امي حتى جاء ذاك الصباح الاتصال المفزع و الحزين الذي مزق قلبي: “زكية البقاء لله امك توفيت “ماذا توفيت التي كانت تكرمني .لا يمكن امي حقا مريضة ولكن انتظر أن تتعافى … انها فاجعة اختطفتها يد القدر بدو نً سابق اعلان .خبر هز كياني أبكي عيوني اصرخ…. استغفر الله …ابحث عن جلبابي ….اريد فتح الباب الخروج والذهاب إلي الدار البيضاء لإلتحاق بامي .قلبي يتالم حسرة على امي اين مفاتيح سيارتي…اين رخصة الخروج من المنزل… زوجي يحاول أن يصبرني اننا في فترة حجر صحي …اصرخ لا شيء يهمني اريد الالتحاق بامي.”المقدم” يصدمني لا يمكنني منحك رخصة لحضور الجنازة .ما ذا ولماذا؟ بؤرة الكورون هي الجنازة… مستحيل منعي الالتحاق بركب جنازة امي في الدارالبيضاء اريد ان اقبل يد امي ان امسح على رأسها ان أضمها في أحضاني …لا لا هذا امر غريب هل انا في بولندا مع ابني عمر اوفي كندا مع اختي أم في أكادير مع اختي انا في الرباط لا احتاج تاشيرة للسفر لا أحد منا يمكنه الالتحاق بالجنازة و السبب هذا الفيروس اللاءيم الذي فرق الجميع. خالتي هي الاخرى تريد الذهاب الى الدارالبيضاء لتوديع اختها لا امل في التنقل .جلست صليت ركتين صلاة الغائب .منذ تلك اللحظة وانا ادعو لامي .حياتي ارتبكت حجر صحي ،وفاة امي الغالية التي ضحت بالغالبي والنفيس من أجل أبناءها.رباها امي ترحل بصمت كعادتها عاشت بسيطة ماتت بسيطة ودفنت بسيطة .رباه لم اتمكن من زيارتها و السير في جنازتها..ان ربي على كل شي قدير انا متيقنة انه سخر لها ملاءكة تحفها.. يتساءلون عن أخباري ولا أجد الإجابة، يتساءلون عن أحوالي ليس عندي اي رد، فأمي قد رحلت وبالقلب وجع لا يعلمه إلّا الله فبحق اسمك الرحيم يا الله أن ترحم أمي الغالية بقدر ما أشتاق إليها وأحتاج لها، يا أرحم الراحمين.
فراق امي ،الحجر الصحي ،رمضان ما العمل؟ أيامي أصبحت متشابهة وإحساسي اضحى نفس الإحساس قلب يتمزق على فراق امي، عيون تدمع وجدت نفسي بين اربع حيطان، اصلي اقرأ القران أدعو لامي اطلب الله ان يفرج هذه الغمة عن الأمة .ماءدة الإفطار لا طعم لها أتفكر كل همسات امي و حركاتها سواء قبل الأذان أو بعده كل ركن في منزلي له دكريات خاصة بي مع امي . صوت امي ونداءها لي يرن في اذني ،اريد ان اناديها اريد ان اصرخ ماما .فتبا لهذا الفيروس المكروسكوبي هذا الضيف الذي حرمنا من كل شيءلم نحسب له اي حساب. حرمنا من مشاركة احبابنا احزاننا ،من مواسات بعضنا البعض من زيارة احبابنا حرمني من زيارة قبر امي رحمها الله،انا لله و انا اليه راجعون.