بقلم : غسان الطرح / شاعر وكاتب سوري
كانت مشاركتي في مهرجان الرباط من خلال إلقاء بعض قصائدي الشعرية تجربة “جميلة” تكررت في أكثر من بلد ،من سوريا إلى الكويت إلى مصر إلى تونس وغيرها من البلدان التي شاركت فيها بمهرجانات أوندوات أدبية شعرية، ولكن مايميز مهرجان الرباط “هو أنه كان فرصة للتعرف على مجموعة كبيرة من الباحثين و العلماء في مختلف الشؤون الثقافية و الإبداعية ، وقد بهرني أثناء حضوري لندوة علمية عن علم النفس عالم متخصص في علم النفس العام ، وعلم نفس الطفل، هو الدكتور صلاح محاميد الدكتور المعروف في إيطاليا وكانت مداخلته شيقة ممتعة تنقلك إلى عالم آخر في فضاءات العلم و الإبداع، فهو يطرح من خلال كتابة البسمة الخالدة ، الذي حصلت على نسخة منه نظرية إبداعية ترتكز على العلاج من خلال أمواج الجاذبية الكونية و المسماة الأمواج الثقالية وتسخير هذه الأمواج لتحقيق الكثير من الاكتشافات العلمية لتحقيق مشاهدات بصرية لأحداث حصلت منذ آلاف السنين بل وملايين السنين التي مضت ، وذلك في الصفحة السادسة و العشرين من الكتاب ، كما يطمح إلى تسخير هده الأمواج الناتجة عن الجاذبية الكونية في علاج المرضى من مجموعة كبيرة من الأمراض سواء النفسية أو الجسدية ، وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على تمكن هذا العالم المبدع الدكتور صلاح محاميد وتفرده بهذه النظرية وهذه الرؤية الشمولية لعمل الموجات الثقالية و علاقتها بالجاذبية ، كما يتميز هذا العالم بسبقه لعلماء عصره وزمانه. إن الكتاب يطرح ويتحدث عن فكرة تداخل الزمان والمكان وينقلنا عبر فضاءات جمالية ساحرة اختلط فيها الواقع بالخيال ، فالجاذبية الكونية المنتشرة بين الكواكب و النجوم تصبح في أعظم حالاتها و أقوى عنفوانها داخل الثقوب السوداء التي تبتلع الكواكب و النجوم و النيازك، وكأنها صوت ضخم يبتلع ألاف الأسماك الصغيرة ، نعم إنه عالم مبدع متفرد كلون الشفق عند بزوغ الفجر يشدك بشغف إلى التعرف إليه وتلمسه من خلال قراءتك لكتبه ، حيث يمتاز بأسلوب سلس مشوق يجذبك
إليه وترحل معه وكأنك تركب قاربا يشق طريقه عبر غابة ساحرة في ليلة مقمرة تضيئها النجوم ، ويضحك فيها القمر. إنه الإبداع الأدبي الممزوج بالعلم و المعرفة وسبر أغوار الكون واستخراج كنوز أعماقه من خلال اكتشافات و نظريات أثبتها العلم الحديث .. وانبهر بها العلماء. ومن رحم تراب فلسطين الطاهر على ثرى قرية أم الفحم الممزوج بالعزة ،و المعجون بالكرامة ،ترعرع الصديقان الدكتور المرحوم مصطفی محاميد و صديقه الدكتور صلاح محاميد تشاركا همومهما ونظرتهما للحياة ، فأبدعا وخرجا بأفكار ونظريات لم يسبقهما إليها أحد من قبل، ولاننسى أنها من عائلة انتشرت أصولها وفروعها في كل أقطار الوطن العربي الكبير من عمان إلى الكويت إلى العراق وفلسطين و سوريا ، هذه العائلة التي تنتمي إلى قبيلة بني حرب، تلك القبيلة العربية الأصيلة ذات الجذور الضاربة في تاريخ العرب والتي أنجبت العلماء والمفكرين ، كما أنجبت القادة والسياسيين والكتاب و الشعراء وحري بهذه القبيلة العظيمة أن تدعم مشروعا علميا جبارا يقوده الدكتور صلاح محاميد ويسانده فيه ثلة من المفكرين والعلماء من آل المحاميد وغيرهم ، ليكون هذا المشروع الريادي نواة لإبداع تحتفي به ساحات العلم ، ومنارا يضيء دروب مستقبل البشرية وتطلعاتها نحو التقدم والازدهار و الرفاهية.
حرر في الرباط بتاريخ: الثلاثاء 11/02/2020
ADVERTISEMENT