الشاعر و الإعلامي لطفي عبد الواحد / تونس
وانا اسرّح نظري في مكتبتي الشخصية شدّني كتاب واستدرجني للعودة الى تصفّحه والنظر في محتواه..الكتاب كان بعنوان حنين للشاعرة التونسية من أصل جزائري المرحومة زبيدة بشير وهو اوّل كتاب كان صدر لها عن الدار التونسية للنشر في سنة 1968ووضع مقدّمته الشاعر التونسي الكبير مصطفى خرّيف وضمّ باكورة انتاجها الشعري قبل ان تدخل فترة طويلةفي عزلة اختارتها او اضطرّت اليها وصمت لتخرج من جديد قبيل وفاتها ببعض سنوات لتنشر انتاجها الذي تلا اصدار المجموعة الاولى وتسند باسمها جائزة مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة الكريديف وهي جائزة خاصة بالكتابات النسائية في تونس.
هذا الكتاب قراته واعدت قراءته وانا طفل صغير في المدرسة الابتدائية وضاع منّي واسترجعته وظللت محافظا عليه واضطررت لاحقا الى ترميمه بعد ان فعل فيه الزمن فعله وتاكلت بعض اوراقه بل انّني كنت من أوائل من كتب عنه وعن قصائد صاحبته والتعبير عن اسفي لابتعاد الشاعرة عن الساحة الشعرية والثقافية وهي من خيرة الشاعرات العربيات والتونسيات ولعلّها كانت رائدة من روّاد الشعر الذي تبدعه المرأة..
عدت اذن الى هذا الاصدار الاول مرّة اخرى ووجدت انّ متعة اكتشافه حين لمسته يداي وتصفّحته وانا في مرحلة الصبا لم تخب وانّ الاستمتاع بقصائد الشاعرة لا يزال مستمرّا متجدّدا لان هذه القصائد كتبت بدم الشاعرة وحرارة صدق الانثى الجبّار وانطلقت من تجربة ذاتية تلامس الروح والعقل ووجدت نفسي من باب الوفاء لروح هذه الشاعرة التونسية العظيمة وهي رمز الوفاء لمن أحبت ولمن عشقت في هذا الكون مدفوعا لأن اكتب هذه السطور ولو انها ليست السطور الاولى التي كتبتها عنها وعن مسيرتها لاذكّر بها واذكّر شعراء وشاعرات الحاضر والاجيال الجديدة من شباب وفتيات ممّن لديهم محاولات وتجارب في الكتابة والابداع ولأترحم على روح شاعرة الحنين زبيدة بشير صوت الوجدان الخالد وفي خاتمة هذ المقال انشر هذا القصيد الاخير الذي ختمت به قصائد مجموعتها الاولى حنين وهو بعنوان “وداع”…تقول الشاعرة :
غدا حين تسأل عنّي
وتدري بأنّي ذهبت لكي لا أعود
تجيبك أصداء روحي بأنّي
وفيت لحبّك رغم الصدود
غدا..حين تذكر ما كان منّي
وتبحث عنّي وراء الحدود
سأجتاز دنيا الهوى والتمنّي
وأمضي إلى عالم اللّاقيود
فلا أنا منك ولا أنت منّي
كأن لم نكن ملء هذا الوجود.
خدعت…وضاع يقيني وظنّي
صمدت ولكن…إلام الصمود؟
وداعا…فقد ضاق باليأس صدري
فلا تنسني في ظلام اللحود…
محرر المقال : لطفي عبد الواحد
زبيدة بشير : (1938- 2011)
السيرة الذاتية
زبيدة بشير شاعرة تونسية من أصول جزائرية ولدت بساقية سيدي يوسف في 08 فيفري 1938 وتوقيت سنة 2011
تلقت تعليما تقليديا في بيتها العائلي على يدي والدها وتمكنت من حفظ القرآن الكريم وامتلاك ناصية اللغة العربية لذلك اعتبرت شاعرة واديبة عصامية
تمكنت زبيدة بشير بفضل عزيمتها ونبوغها واجتهادها من الاشتغال بالكتابة والعمل في الإذاعة الوطنية التونسية واعتبرت من أجمل الأصوات الاذاعية.
أصدرت زبيدة بشير مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان حنين في سنة 1968 وقدمها للقراء الشاعر التونسي الكبير المرحوم مصطفى خريف واعتبرت هذه المجموعة المجموعة الشعرية الأولى لشاعرة تونسية واعتبرت رائدة في هذا المجال وتكريما لها خصص مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة التابع لوزارة المرأة في تونس جائزة باسمها خاصة بالكتابات النسائية تحصلت عليها في الدورة الأولى لسنة 1996 الشاعرة التونسية جميلة الماجري عن مجموعتها الشعرية “ديوان الوجد” والاديبة عروسية النالوتي عن روايتها”تماس”
دواوين الشاعرة زبيدة بشير :
حنين نشر الدار التونسية للنشر 1968
آلاء نشر الكريديف 2002
طائر الفينيق نشر الكريديف 2012
الاعمال الكاملة نشر دار محمد علي الحامي للنشر بصفاقس تونس 2014