الأستاذة: لطيفة الغراس / المغرب
ويبدأ الانبهار بهذه الحضارة بمعبد كوم أمبو الذي خلد الطبيب حورس طبيب العيون.
معبد حورس في قلب إدفو واستغرقت مدة بنائه 180 سنة،لقب بالإلآه بعد موته ولا زالت على الجدران العظيمة النقوش الهيروغليفية التي وثقت لأدواته الطبية وأعماله.
خلدوه وزوجه حتحور،في هذه الرحلة الكونية للإنسان،كان ولا يزال يرتبط العلم بالظواهر الخارقة والتأليه، قديما عند البسطاء،فالعلم لم يكن للجميع.
تتقاطع وتتوارد الخواطر فتنقلني لشبه الجزيرة الإيبيرية قبل الفتح الإسلامي،حيث العلم كان للرهبان والقساوسة فقط،وارتبط الإخضاع دائما بالتجهيل،ليفعل الإبهار فعله ..! وهذا ما يفعله الأستاذ أحيانا حيث يشحن لغته بمصطلحات تصعب على فهم التلميذ ليدخل في باب الإبهار وتقزيم الآخر.
أعود للفراعنة متأملة الأحجار بضخامتها وعلوها وتاريخها وأخبارها،ليصدمني صوت امرأة ساخطة : ماذا نستفيد من ضياع الوقت ونحن حول هذه الأحجار.
وفي نفسي قلت لها: يا سيدتي هي ناطقة غير صامتة ! لكل إنسان متعته وإن كان ترقد في نفس كل أنثى رغبة استبضاع من المتاجر.
اخترت متعتي في استنطاق أحجار تصلني بحضارة مدهشة صنعها الإنسان،ذاك المخلوق الضعيف الذي طال بحثه عن الخلود..
في تلك النقوش خُلّد التمساح وهو في الميثولوجيا الفرعونية هو إلآه الغضب ويسمى خوست وزرنا متحف التماسيح وقد حُنطت وحُفظت في صناديق زجاجية تحت ضوء خافت ويمنع تعرضها لأشعة الضوء مهما كان نوعه.
رحلة الروح الدنيوية ليست للإنسان في الحضارة المصرية القديمة فقط ولكن للحيوانات المقدسة في معتقداتهم.
كانت هناك رحلة صغيرة على القارب لجزيرة صغيرة تعرف السائح على تقاليد النوبة وطعامهم وطريقة عيشهم في أمسية كنت تعبة فلم أذهب مع الزائرين وهؤلاء كانت متعتهم في تربية التماسيح !