ذ. الشاعرة والكاتبة لطيفة الغراس/مكناس المغرب
كلما استمعت إلى le Boléro de ravel, إلا وتعود بي الذاكرة إلى الأيام الخوالي وبرامج الإذاعة الوطنية المغربية وتتملكني عواطف جياشة لعالم المويسقى الساحر وبرنامج عبد الوهاب أكومي،عندما أبدع الإنسان وخرج من غياهب اللاموجود إلى الوجود في أرقى الإبداع!
كنت أدرس بثانوية للا امينة وكان جناح تعليم الموسيقى،يتوفر على مجموعة من آلة البيان وأحيانا في أوقات الفراغ أذهب عند أستاذة الموسيقى السيدة نيري،رحمها الله،الموسيقى الرفيعة تهذب الذوق وترقى بالتلميذ من البهيمية إلى أخلاق عالية،ولن نعود لنصوص ابن سينا في حديث عن تأثير الغناء في النفوس،فهو أعظم طبيب اشتغل على الجانب النفسي.
حذفوا الموسيقى،حذفوا دروس الفلسفة،رغم كل ما نعرفه عن الفكر الفلسفي وترجمة علماء العرب للفلسفة اليونانية!؟ وحتى في دروس التربية الإسلامية،همشوا دروس الفكر الإسلامي،همشوا دروس معالم الحضارة الإسلامية،وأصبحت المناهج فقيرة من حيث بناء الحس الوطني والحضاري الإسلامي،إلا من دروس جافة لا يفقه التلميذ منها شيئا وإن فقه فإنه ينساه بعد الامتحان،مع أن هذا الامر له أصحابه ونحن نرجع إليهم عند الحاجة في أمور مستعصية. أسوق لكم مثلا عندما يُدرس الميراث في الفقه،لا نحسس التلميذ بالغاية منه وهي تفتيت الثروات حتى لا تظهر طبقات تمتلك رأس المال وتتحكم في مسيرة المجتمع،وقدمنا لهم حسابات ربما نحن لا نحلها من غير أصحاب الاختصاص!
التربية الوطنية أصبحت دروسا جافة تحفظ ،دون تمثل لقيم الوطنية.
كنت أدرس اللغة العربية في شعب علمية وكنت أجد دروسا جافة تخلط بين العلوم،وتنفر التلميذ من اللغة العربية،ولا تحببها إليهم!….. وللحديث بقية إن شاء الله.